الإمارات لا تتخلى عن أشقائها
كان شعار دولة الإمارات العربية المتحدة ولا يزال هو الوقوف إلى جانب المتضررين والمنكوبين، أولئك الذين يواجهون الصعاب ويناضلون من أجل الحياة، أولئك الذين قد تشرّدهم حرب أو تنكبهم كوارث، أولئك الذين أينما ولّوا وجوههم سيجدون قيادة الإمارات الرشيدة إلى جانبهم، تهبّ للدعم والمساندة بكل الصور، وتهرع لإرسال آلاف الأطنان من الغذاء والدواء والمساعدات الإيوائية، التي تضمن لهم الملجأ الآمن والحياة الكريمة.
وآخر ما يدّل على هذه الحقائق وليس آخرها، التوجيه العاجل لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، بمساعدة المتضررين من فيضانات السودان، وتقديم مساعدات إنسانية، بلغت قيمتها 25 مليون درهم إلى المتأثرين بسبب السيول والفيضانات، بما يسهم في تحسين ظروفهم المعيشية، إذ أُرسلت أول أمس السبت، الطائرة الأولى من الجسر الجوي الإماراتي، التي تحمل 30 طنّاً من الخيام والمساعدات الإنسانية للمتضررين من السيول بعدد من الولايات السودانية.
ولحظة استقباله الطائرةَ الأولى في مطار الخرطوم، أكد عضو «مجلس السيادة» السوداني، الطاهر أبوبكر حجر، أن الإمارات لطالما وقفت إلى جانب السودان في أوقات المحن والشدائد، مشيراً إلى أنها السبّاقة دوماً في تقديم العون للمتضررين. كما أعربت سفارة السودان لدى الدولة، عن شكرها وتقديرها لصاحب السمو رئيس الدولة «حفظه الله»، لتوجيهه العاجل لمساعدة المتضررين وعائلات الضحايا.
لقد أثبتت دولة الإمارات ريادتها العالمية في تنفيذ التزاماتها في مجال المساعدات الإنمائية لأقل البلدان نمواً، من دون الارتباط بتوجهات الدول السياسية، ولا بالبقعة الجغرافية، ولا بعرق أو لون أو طائفة أو ديانة شعوبها، إنما المراعاة في المقام الأول للجانب الإنساني الذي ينظر إلى البشر باعتبارهم أخوة في الإنسانية، وبأن كرامة الإنسان وأمنه هما الأصل في ذلك كله، مدركةً أن لا مجال للوقوف مكتوفة الأيدي أمام عوَز الشعوب وحاجتها، ولا تردد في دعم أي مشروعات تنموية توفّر للمتضررين صحة وتعليماً ومسكناً تليق بإنسانيتهم.
إن سياسة الدولة القائمة على تعزيز المساعدات الإنسانية واستمراريتها، تجسد الصورة الحقيقية لثقافة الإمارات، قيادة ومؤسسات وشعباً، لكل قيم التسامح والاعتدال، ويعكس التزام الدولة بتطبيق ما تعلنه من مبادئ تتعلق بالتعاون والتضامن والوقوف إلى جانب الأخوة والأصدقاء في مِحنِهم الإنسانية، أيًّا كان مصدرها، حتى أصبحت عنواناً للخير والعطاء في العالم، وعلامة بارزة في مجال العمل الإنساني، فقاعدتها في ذلك أن «المساعدات الإنسانية الخارجية هي جزء لا يتجزأ من مسيرتها والتزاماتها الأخلاقية تجاه الشعوب الأقل حظّاً..».
*عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.