اليمين المحافظ.. بين أميركا وبريطانيا
«الجمهوريون» الأميركيون لم يتعلّموا شيئاً منذ تمرد السادس من يناير 2021. وهم في ذلك على عكس نظرائهم في «حزب المحافظين» البريطاني الذين فاض بهم الكيل من رئيس الوزراء بوريس جونسون وأطاحوا به.
هل يجب أن نشعر بصدمة؟ بالطبع لا. فقد أصدر الرئيس السابق دونالد ترامب أكثر من 30 ألف زعم كاذب أو مضلل أثناء وجوده في منصبه. وحاول قلب نتيجة الانتخابات، ولم يتعلم أبداً أساسيات وظيفته، ومنها -على سبيل المثال- سبب أهمية حلف شمال الأطلسي، ولا ما يعنيه العجز التجاري. هذا الرئيس أيد بشدة ووكر وعدداً كبيراً من المتعصبين ومروجي نظرية المؤامرة. وإجمالاً، رشح الحزب الجمهوري أكثر من 100 شخص من منكري الانتخابات لسباقات التجديد النصفي على المستوى الاتحادي وعلى مستوى الولايات.
وفي نيفادا، اختار الجمهوريون جيم مارشانت الذي أعلن أنه يعارض التصديق على فوز جو بايدن في نيفادا، ليكون أكبر مسؤول انتخابي في الولاية. وفي ولاية بنسلفانيا، اختاروا دوغ ماستريانو، المشارك في أعمال الشغب في السادس من يناير في الكونجرس الأميركي، مرشحاً لمنصب حاكم الولاية. وفي ولاية أوهايو، اختاروا «جي. دي. فانس»، أحد مروجي ترامب وداعية الإجهاض القسري، مرشحاً لعضوية مجلس الشيوخ عن الولاية. وهؤلاء المرشحون متعصبون لدرجة تثير الشكوك حول قدرة الحزب على استعادة مجلس الشيوخ.
وجاء في تقرير لصحيفة «واشنطن بوست» أنه «في الكواليس، يتزايد توتر النشطاء الجمهوريين». وشبَّه أحد الجمهوريين الوضع بما حدث بين «عامي 2010 و2012، حين فشل الحزب في الفوز بأغلبية مجلس الشيوخ بسبب مرشحين غير منضبطين واستقطابيين مثل شارون أنجل في نيفادا، وتود أكين في ميزوري، وريتشارد موردوك في إنديانا».
وعلى الرغم من أن هؤلاء الجمهوريين ربما يبدون كمجموعة من الأشخاص غير اللائقين، فإنهم يشبهون إلى حد كبير أعضاء التكتل الجمهوري في مجلس النواب أو المشاركين في مؤتمر للعمل السياسي للمحافظين.
وتذكروا أن معظم مرشحي الحزب الجمهوري يتبنون «الكذبة الكبيرة» التي مفادها أن الانتخابات قد سُرقت، وهي أكثر الأكاذيب السياسية سخافةً منذ أساطير «القضية الخاسرة» التي تعود لأيام الحرب الأهلية الأميركية. فريق ووكر، على عكس حكومة بوريس جونسون، لم يستقيلوا بشكل جماعي بعد كشف فضائحهم. ولم يقطع الحزب التمويل عن أي من مرشحيه في مجلس الشيوخ. وفشلت جلسات الاستماع للجنة المنتخبة في مجلس النواب للتحقيق في أحداث السادس من يناير في تحريك الحزب. كما لم يحرك الحزب أيضاً استجابة ترامب الكارثية لفيروس «كوفيد- 19».
وإذا استعاد الحزب الجمهوري أياً من مجلسي الكونجرس، فهل يعتقد أي شخص أن الحزب سيخرج من دوار الأوهام والتعصب؟ وكي تصمد الديمقراطية الأميركية، يجب على الناخبين رفض الجمهوريين ليس فقط لأنهم صنعوا «الكذبة الكبرى» ومحاولة الانقلاب، بل يجب رفضهم لأنهم أثبتوا عدم قدرتهم على استبعاد المرشحين غير اللائقين في الانتخابات التمهيدية، والذين يشكلون تهديداً لديمقراطيتنا.
جنيفر روبين*
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»*كاتبة أميركية