كلمة القائد.. للخلود
وضع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بين أيدينا خريطة الطريق لمستقبل مفعم بالحراك الديناميكي لمجتمع فتي يعج بالنشاط والطموح لما هو أكثر مما تم إنجازه في الخمسين سنة الماضية.
في كلمته التي وجهها إلى شعب الإمارات وإلى المقيمين علي أرضها، تأكيدٌ على أهمية الاستمرار في الطريق الذي بدأه المؤسسون من أجل مواصلة ما أحرزوه من مكاسب، فسموه قال:«اليوم ونحن نرى وطننا بين دول العالم كما أراده زايد والمؤسسون رحمهم الله جميعاً.. من مكانة عالية ودولة قوية ومتطورة.. نحمد الله على هذه النعم.. ومستمرون بإذن الله على نهجهم وحكمتهم ورؤيتهم».
كلمة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد تضمنت إشارة مفعمة بالوفاء والإخلاص عندما تطرق إلى مآثر المغفور له الشيخ خليفة بن زايد وإلى دوره الكبير، عندما قال (الشيخ خليفة، رحمه الله، رافق المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» في كل مراحل دولة الإمارات.. وحمل أمانة الوطن بعد رحيله بإخلاص وحكمة.. وأدى رسالته تجاه شعبه.. وترك إرثاً خالداً من العطاء لشعوب المنطقة والعالم). ركز صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد على الإماراتي الإنسان الذي هو في مقدمة جميع مشاريع الدولة في مئويتها المقبلة، وهو صلب المراس بحيث يملك الأدوات التي تتغلب على التحديات.
وأكد أن « شعب دولة الإمارات وتمكينه.. كان ولا يزال محور اهتمام دولتنا المباركة وعلى قمة أولوياتها منذ نشأتها.. وسيظل منهج راحة المواطن وسعادته ورعايته الأساس في كل خططنا نحو المستقبل بإذن الله تعالى». أكد سموه على أن للمؤسس الوالد زايد رحمه الله الدور المركزي في صناعة نموذج خاص بالدولة ركيزتها التعايش بين جميع المقيمين على أساس من الرعاية والشراكة في البناء، فهم بغض النظر عن جنسياتهم ولغاتهم وأديانهم، جزء مهم من عملية التنمية المستدامة، وقيمة مضافة للاقتصاد الوطني الذي يجب أن يبقى القوة الكامنة في شريان النمو.
لقد عرج سموه على جيل التأسيس كونهم القوة الملهمة لقيادة الدولة، فشموع القادة العظام لا زالت جذوتها مشتعلة، والاقتداء بمن سبق أصبح مساراً لسموه في الأمانة التي تسلمها للمضي بسفينة الاتحاد قدما نحو المزيد من الرخاء والازدهار بكل ثقة واقتدار.
صاحب السمو رئيس الدولة هَمُّه في استمرار خيرية زايد في شخصه عندما قال: «سنعمل على تعزيز دورنا ضمن الدول الرائدة في عمل الخير في جميع أنحاء العالم دون النظر إلى دين أو عرق أو لون».
مسيرة العطاء تتواصل بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الذي وجّه بتقديم مساعدات عاجلة إلى دولة الصومال بقيمة 35 مليون درهم لدعم جهود التنمية في هذا البلد الشقيق. وفي فلسطين وجّه سموه بتخصيص 25 مليون دولار لدعم مستشفى المقاصد في القدس الشرقية.
مسيرة العطاء الإنساني تتواصل امتداداً لزايد الخير، فكلاهما شجرة طيبة أينما زرعت أثمرت من حول العالم نماء وعطاء غير منقطع. حضارة الإمارات، تحتاج إلى اقتصاد لا يُشق له غبار، يُنافس اقتصادات الدول الكبرى، هذا نجده في كلمة رئيس الدولة حفظه الله حين قال: «من الضروري تسريع جهود التنمية الاقتصادية لبناء اقتصاد نشيط ورائد عالمياً، وسوف نستمر في تعزيز القدرة التنافسية الاقتصادية لدولة الإمارات وتحقيق أفضل المؤشرات العالمية في هذا المجال».
هذا الحديث لا يصدر إلا من واثقٍ يمشي بخطى ثابتة، ودليل ذلك من وحي الأرقام، فقد تخطى الصندوق السيادي مبلغ التريليون دولار، وهو يعد قيمة الاحتياط لمستقبل الأجيال المقبلة على وضع أفضل، والنمو الاقتصادي السنوي قد قارب 3% في وقت تعاني دول كبرى من الركود.
ومسك ختام حديث القلب لسموه في قوله: «ستظل سياسة دولة الإمارات داعمة للسلام والاستقرار في العالم وعونًا للصديق والشقيق» هذ المطلب الملح ينشده العالم أجمع، فبغير السلام والاستقرار، لا توجد تنمية حقيقية ولا ازدهار. فالتنمية المستدامة رديفة للأمن والأمان والاستقرار، فهو شرط لازم ومطلب حاسم والحزم في تحقيقه لازم.
* كاتب إماراتي