محمد بن زايد وأسس التنمية المستدامة
طه محمد
الجهود المبذولة والإنجازات المتحققة تثبت حكمةَ السياسة التي ينتهجها الشيخ محمد بن زايد ونجاعتَها في إدارة شؤون الدولة داخلياً وخارجياً -------------------------------- السلم والاستقرار والتعاون ممكنات أساسية للتنمية المستدامة.. بتلك الكلمات التي تختصر الكثير من قضايا الاستدامة على صعيد بناء الدولة ومعاصرة الأوضاع وظروف المرحلة الحالية، صرّح صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، فكانت كلماته معبّرة وفي أكثر من اتجاه. فدعوة سموه المتمثلة في ضرورة تضافر جهود المجتمع الدولي لترسيخ قيم السلم والسلام والاستقرار والتعاون الدولي، تمثل لبنةً بالغةَ الأهمية من أجل وضع أساس بناء التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة في الحاضر والمستقبل. إنها دعوة لها أهمية غير عادية، فهي من ناحية تقدم للبشرية والمجتمع الدولي أساساً إذا ما تحقق وفق رؤية سموه فسوف يختصر الكثير من المشاكل الحالية والمستقبلية التي يفترض أن يستعد لها العالم حالياً، بدلاً من انتظار وقوعها بدرجة سلبية. فالاستعداد للتحديات اليوم أفضل بكثير من انتظار حدوثها غداً، كما وقع في العديد من الحالات التي واجهها العالَمُ، وعلى رأسها تحديات أمن الطاقة ونقص الغذاء وتضاؤل الموارد الأساسية وتفاقم التغير المناخي.. وذلك لضمان تجنب تداعياتها السلبية وعدم الاضطرار فيما بعد لدفع تكلفتها المادية والبشرية باهظة الثمن. وقد جاء أيضاً في تلك الكلمة المهمة قولُ سموه بأن العالَمَ اليومَ يمر بمرحلة حاسمة في مجال العمل المناخي، مما يستلزم قيامَ المجتمع الدولي بإجراءات حاسمة لحماية كوكب الأرض، وإلا فسوف نواجه مستقبلاً لا يبشر بالخير. وتأكيداً لكلمة سموه، فإننا نجد أن الإمارات كانت من الدول المبادِرة في هذا الصدد، حيث استثمرت مليارات الدولارات في سبيل مكافحة التغير المناخي. كما أن جهودها مشهودة من أجل تحقيق مسار تنموي منخفض الانبعاثات، تجسيداً لهدف الاستدامة كمحدِّد أساسي في سياسة الدولة على أكثر من صعيد.
إن الجهود المبذولة والإنجازات المتحققة تثبت يوماً بعد يوم حكمةَ السياسة التي ينتهجها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، وصوابيتها ونجاعتَها في إدارة شؤون الدولة على الصعيدين الداخلي والخارجي، سعياً إلى تحقيق أهداف الخمسين عاماً الثانية بكل نجاح واقتدار. وهو ما تتطلبه المرحلة الحالية من عمر الدولة في ظل المعطيات والظروف الإقليمية التي تموج بالأحداث المتسارعة والمتغيرة، مما يستدعي الإلمام بكل المعطيات والظروف للوقوف على أفضل السياسات والرؤى التي تحقق الخير العميم للجميع.
د. عيسى العميري*
*كاتب كويتي