من المؤكد أن الولايات المتحدة تجد الكثير من الطرق لتزيد من صعوبة الأمر على الناخبين. ومن المقرر إجراء الانتخابات في سان أنطونيو، حيث أعيش، هذا الأسبوع. لدي ثمانية قضايا في بطاقة الاقتراع الخاصة بي: ستة إجراءات محلية، ومسألتان يتم الاقتراع بشأنهما على مستوى الولاية. لن يكون هناك مرشحون لكي أختار منهم. كل ما علي فعله هو معرفة كيفية التصويت على المسائل الثمانية، منهم ستة لا تمثل مشاكل بالنسبة لي، فأنا أحب رئيس بلديتنا وأثق به، لذلك سأفعل ما يوصي به بالنسبة للقضايا المحلية. أما القضايا الأخرى فأكثر تعقيداً، وتتطلب القليل من العمل، وهذا هو أحد الأسباب التي تجعلني أتوقع أن معظم الناس لن يحضروا - على الرغم من أن الانتخابات بشأن إجراءات السندات المحلية- وستكون لها تأثيرات مهمة ومباشرة على الحياة في هذا المجال لسنوات قادمة.
وهناك سبب آخر يجعلني أتوقع انخفاض الإقبال، وهو السبب الأكثر إرباكاً: هذه انتخابات منفصلة تماماً عن جولات الإعادة في الانتخابات التمهيدية التي ستُجري هنا يوم الثلاثاء 24 مايو. نعم، لدينا يومان انتخابيان هذا الشهر، يومان مختلفان وحول قضايا مختلفة. المجموعة الثانية من الانتخابات مهمة أيضاً، حيث سيحدد الحزبان خياراتهما بالنسبة للمدعي العام في تكساس. وهذه ليست خيارات سهلة أيضاً، نظراً لأنها، كانتخابات أولية، لا يوجد دليل واضح للناخبين. إذا كنت تريد التصويت، فعليك إجراء بحث منفصل تماماً عن ذلك المطلوب لانتخابات 7 مايو.
أجرت ولاياتا أوهايو وإنديانا انتخابات مؤخراً، واتبعتا وسائل تشكل تحدياً للناخبين أيضاً. أغلقت صناديق الاقتراع في ولاية إنديانا في الساعة 6 مساء. ولسبب ما، فإن أوهايو واحدة من ثلاث ولايات لها ساعات تصويت غريبة تمتد من 6:30 صباحا حتى 7:30 مساء. وهذا على الأقل يسهل التصويت بعد العمل بالنسبة لمعظم الأشخاص الذين لديهم ساعات عمل تقليدية.
لكل ولاية قواعد مختلفة، ليس فقط فيما يتعلق بموعد التصويت، ولكن أيضاً بشأن ما يجب التصويت له، مع وجود اختلافات هائلة حول طبيعة إجراءات الاقتراع. ناهيك عن أن المصطلحات يمكن أن تكون مختلفة تماماً. إذا نشأت في مكان واحد وبقيت هناك، فهذه ليست مشكلة كبيرة، ولكن بالنسبة لأولئك الذين ينتقلون من ولاية إلى أخرى، فقد يكون الأمر محيراً للغاية.
كل هذا غريب بالمعايير العالمية. سأدلي بصوتي في أربع انتخابات (أو أكثر) خلال هذا العام - الانتخابات التمهيدية، وجولة الإعادة في الانتخابات التمهيدية، والانتخابات على المستوى المحلي وعلى مستوى الولاية، ثم الانتخابات العامة، مع إمكانية إجراء جولات الإعادة، ومن يدري ماذا سنواجه أيضاً قبل نهاية العام، مقارنة بما يواجهه الناخبون في العديد من الديمقراطيات طوال حياتهم.
في معظم الأحيان، يكون سبب صعوبة التصويت هو أن شخصاً ما يتمتع بنفوذ كبير أراد ثني الناس عن التصويت. على سبيل المثال، لا يوجد سبب وجيه لأن تجري سان أنطونيو انتخابات محلية في أيام السبت الربيعية في السنوات الفردية بدلا من دمجها في انتخابات نوفمبر العادية في السنوات الزوجية.
ومع ذلك، إذا كان الهدف هو زيادة تأثير الناخبين، فهذا أمر ناجح جداً. وبالمثل، قد يبدو فرض التصويت على إجراءات السندات (كما نطلب في سان أنطونيو والعديد من السلطات القضائية المحلية الأخرى) وسيلةً لمنح الناخبين مزيداً من السلطة، لكنه في الواقع ذا تأثير عكسي من خلال منح الناخبين خيارات أكثر مما يمكنهم التعامل معه بشكل واقعي.
إذا وحّدت الولايات المتحدة وولاياتها وسلطاتها القضائية المحلية أيام الانتخابات، وألغت معظم إجراءات الاقتراع، وقلصت عدد المناصب التي يتم الاقتراع عليها بالنسبة للولاية وللنطاق المحلي، فسيظل على الأميركيين الإدلاء بأصواتهم في عدد كبير من أيام الانتخابات وفقاً للمعايير العالمية، لكن سيتم تخفيف العبء على الناخبين بشكل كبير. كما أن إلغاء الانتخابات غير الحزبية والسماح للأحزاب بالعمل في الانتخابات المحلية سيساعد المواطنين أيضاً على الإدلاء بأصواتهم بشكل أفضل مع تقليل العمل الذي يقومون به.
الفكرة ليست أن الناخبين يجب أن يكونوا كسالى أو حمقى. إنني أؤيد تماماً المشاركة السياسية. لكن بالنسبة لأولئك الذين بدؤوا للتو في الاهتمام بالمشاركة السياسية، فإن تعقيد الاقتراع الأميركي يشكل عائقاً أمام المشاركة.
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»