يوم زايد للعمل الإنساني.. احتفاء وإنجازات
في التاسع عشر من رمضان احتفت الإمارات، ومعها العالم، بيوم زايد للعمل الإنساني، تلك المناسبة التي تستكمل هذا العام عقدها الأول منذ أن أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، تخليداً لذكرى الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في اجتماع مجلس الوزراء الذي عقد بدار الاتحاد في اليوم الوطني الحادي والأربعين للإمارات، وللتأكيد على الالتزام بنهج المغفور له في تعزيز الجهود الإنسانية والمبادرات المعنية بخدمة البشرية وسعادتها وتنميتها، وتجسيداً لقيم ومبادئ المؤسس الكبير، وجعلها منهجاً قائماً بسياسات ومبادرات الدولة، وإرثاً حضارياً للعالم يتمثل في نشر وإبراز قيم العطاء والبذل لتحقيق التكافل والتراحم الإنساني بين كافة شعوب العالم.
وقد بدأ الاحتفاء بهذه المناسبة الوطنية برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في عام 2013، وفي كلمته بالمناسبة، أوضح أن إطلاق هذا الاسم «جاء تخليداً لما كان الشيخ زايد رحمه الله يحبه من البذل والعطاء واستذكاراً لمآثر الخير التي كانت جزءاً رئيسياً من سيرته ونشراً وترسيخاً لثقافة إنسانية إماراتية وضع لها المرحومُ الأسسَ بعمله وبسيرته وبسجيته المحبة للخير»، وابتدأ سموه تلك المسيرة بحملة عالمية أطلقها خلال رمضان من نفس العام تستهدف «كسوةَ مليون طفل محروم حول العالم»، واستمر سموه طوال عقد من الزمان في تدشين مبادراته الإنسانية السامية، والتي أضاف إليها سموُّه هذا العام أكبر مبادرة إنسانية لمساعدة الفقراء والمحتاجين في العالم، بتدشينه حملةَ إطعام «مليار وجبة» في أكثر من 50 دولة حول العالم، لتوفير الغذاء للمحتاجين والقضاء على الجوع، انسجاماً مع أهداف خطة الأمم المتحدة لتحقيق التنمية المستدامة 2030.
وإذ تستكمل تلك المبادرةُ الإنسانيةُ عقدَها الأول، فإن النهج الذي دشَّن أُسُسَه وضَمَن قوامَه وبناءَه، المغفورُ له الشيخ زايد بن سلطان، استكمل مؤخراً عقدَه الخامسَ، فكان نهجاً ومنهجاً يسير عليه الجميع في الإمارات، حيث كانت البداية في عام 1971 بتأسيس المغفور له «صندوقَ أبوظبي للتنمية» ليكون عوناً لدول العالم في تحقيق التنمية، كما أنشئت قبل ثلاثة عقود، وتحديداً في عام 1992، «مؤسسة زايد للأعمال الخيرية والإنسانية» لتُعنَى بكافة أوجه العمل الخيري والإنساني الذي تقدمه الدولة للعالم، وهي المسيرة التي امتدت بخيرها لحوالي 120 دولة في العالم، عبر تنفيذ الكثير من المشاريع والبرامج المتعلقة بتوفير المياه والكهرباء ومشاريع والبنى الأساسية، إضافة إلى تعزيز برامج الإصلاح الزراعي وتوفير الغذاء والسكن اللائق، كما حرصت على توفير المراكز الصحية والمستشفيات المتخصصة لا سيما المعنية برعاية الطفولة والمعاقين، بالإضافة إلى المبادرات الإنسانية المعنية بتعزيز برامج التنمية الصناعية في الدول النامية.
كما تقدم المؤسسة العديد من المبادرات المعنية بتعزيز منظومة العلم والمعرفة في العالم العربي، من خلال دعمها للمنظومات الوطنية المعنية بالتربية والتعليم والمعرفة، وإنشاء الجامعات والكليات الطبية، إضافة إلى إحياء مكتبة الإسكندرية لتكون واحةً لاحتضان العلم والمعرفة ونشرهما في العالم العربي. تحتفي دولة الإمارات كل عام بيوم زايد للعمل الإنساني كموعد متجدد للاحتفاء بسيرة ومسيرة القائد المؤسس، مستلهمةً تجربة العطاء الإنساني والاجتماعي لزايد الخير.
*كاتبة إماراتية