يدٌ إماراتية تداوي أوجاع الباكستانيين
بتواتر لا ينقطع، تنطلق مبادرات الخير الإماراتية الواحدة تلو الأخرى، تجوب أصقاع المعمورة على اتساعها وتحمل معها بشائر الشفاء للمرضى، والفرج للمكروبين، وتدفع عن أولئك الذين عانوا نوائب الزمان وصروف الدهر غائلة الجوع والفقر والحرمان، ذلك أنّ هذا الوطن قام منذ تأسيسه على مبادئ وقيم سامية تقدّس النفس البشرية، وتعلي من قيمة الإنسان، وتحرص على تكريمه أينما كان، وتؤمِن بأنّ الناس إخوة لا يفّرق بينهم معتقد، أو عِرق، أو لون.
ضمْن هذا النهج المتفرّد، الذي يلقى دعم قيادة رشيدة رسّخت حبّ العطاء في نفوس أبناء وطنها، تأتي مبادرة «لا تشلون هم»، التي أطلقتها «مبادرة زايد الإنسانية العالمية» في باكستان، واستوحت شعارها من المقولة الخالدة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلّحة، حفظه الله، التي أدخلت الطمأنينة والسكينة على قلوب أهل الإمارات وكلّ من يعيش على أرضها الطيبة، في بدايات جائحة «كورونا»، حين كانت شعوب العالم تعيش حالة اضطراب وهلع دفعت بالكثير منها إلى الفوضى.
في هذه المبادرة التي تشارك فيها العديد من المؤسّسات الخيرية والتطوعية والصحّية من دولة الإمارات وباكستان، والتي جاءت مميّزة في أسلوب عملها وطريقتها في تقديم خدماتها، وفي اقترابها من الناس ووصولها إليهم في أماكن وجودهم من دون تكبيدهم عناء البحث عنها أو الانتقال إلى حيث تعمل، يحرص أطبّاء الإمارات وزملاء لهم من باكستان ومصر والسعودية، ممّن صدَقوا في حمل رسالة هذه المهنة الإنسانية، على أن يجوبوا القرى الباكستانية، ليقدّموا حبّة الدواء ولمسة العافية للفقراء والمسنّين والأطفال، إنّهم يرفعون شعار أنّ الدنيا لا تزال بخير، وأنّ هناك إخوة لهم في الإنسانية، يحملون قلوبًا كأفئدة الطير ويعملون بلا كلل وبكل ما أوتوا من جهد، من أجل إسعاد الناس وتحسين حياتهم.
هي ليست المبادرة الأولى، إذ سبقتها عشرات، إن لم تكن مئات، المبادرات، فالعطاء الإنساني الإماراتي نبع لا ينضَب، والأجيال المتعاقبة من أبناء هذه الأرض الطيبة تتسابق نحو بذل المزيد، وخير شاهد على ذلك في الساحة الباكستانية، حملة الإمارات للتطعيم ضد شلل الأطفال، التي نجحت خلال الفترة من عام 2014 وحتى نهاية سبتمبر 2021، في إعطاء 583 مليونًا و240 ألفًا و876 جرعة تطعيم لأكثر من 102 مليون طفل باكستاني.
لا يكاد يمرّ يوم من دون أن يكون للإمارات ولشعبها الطيّب المعطاء، وأبنائها الذين تفاخر بهم الدنيا، بصمة واضحة في العمل الإنساني وفي البذل، ليكون هذا العالم أجمل، وهو من أنبل ما يمكن أن يسعى إليه الإنسان في هذه الحياة.
عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية