أثناء إخلاء أفغانستان الصيف الماضي، أتذكر أنني قرأت قصة لطفل ولد على متن طائرة. كانت الأم هاربة من أفغانستان عندما فاجأها المخاض على متن طائرة عسكرية من طراز سي-17 في مكان ما في طريقها إلى قاعدة رامشتاين الجوية في ألمانيا. قام العسكريون بتسليم الرضيع في حجرة شحن البضائع في الطائرة. وأطلق الوالدان على ابنتهما الجديدة اسم «ريتش»، تيمناً باسم إشارة نداء الطائرة.
هذه قصة حدثت في زمن الحرب. على الأقل ظلت الأم على قيد الحياة، واستمرت دائرة الحياة بالرغم من الاضطرابات. كانت نهاية هذه القصة سعيدة للغاية وكان من السهل التغاضي عن البداية: حقيقة أن ضغط دم المرأة انخفض بشدة، مما تسبب في مضاعفات المخاض، لكن حقيقة أن الولادة تمت في حجرة الشحن لطائرة عسكرية أثناء الهروب من البلاد هي أفظع طريقة يمكن تخيلها للولادة.
كانت تلك القصة، في الواقع، قصة مروعة. لقد كانت مروعة تماما مثل القصة المروعة «لتلاميذ المدارس الذين يجمعون الأموال من أجل علاج سائق الحافلة الفقير من السرطان». للوصول إلى الجزء المبهج من القصة، يجب أن تتجاهل الفرضية المأساوية المخزية - وهي الظروف التي جعلت هذه المرأة تفر على متن طائرة، وهي على وشك الولادة. يجب أن تبدأ الجملة بـ «على الأقل»، في حين أن الجملة يجب أن تبدأ في الحقيقة بـ «على الأكثر».
كنت أفكر في هذه المرأة الأفغانية. كنت أفكر فيها لأنني كنت أفكر في الطريقة التي نروي بها قصص الولادة والأمل في الحرب.
هناك أطفال ولدوا من أم بديلة ومحاصرون في أوكرانيا. وهي واحدة من البلدان القليلة التي تسمح باستئجار الأرحام في الخارج، على ما يبدو، للنساء اللائي يحملن أطفالا لأزواج يعيشون في الخارج. الآن يولد هؤلاء الأطفال في وقت لا يتمكن فيه الأبوان البيولوجيان – اللذين أخِذَ منهما الحيوانات المنوية والبويضة التي خلقت الرضيع - من الوصول إليهم. يتم الاعتناء بالأطفال من قبل المربيات والعاملين في مجال الرعاية الاجتماعية. كل بضعة أيام، سيعبر أحد هؤلاء الأطفال الحدود بين ذراعي مقدم الرعاية، وهذا مكتوب في العناوين الرئيسة باعتباره أخبار إيجابية.
ورد في أحد العناوين الرئيسة خبر عن طفلين رضيعين تم إجلاؤهما إلى بولندا: «قام فريق إنقاذ بإجلاء توأمين أميركيين مبتسرين من كييف في مهمة جريئة».
الشكر لله على وجود مهنيين طبيين قاموا برعاية التوأم، وعلى وجود المنظمة التطوعية التي تمكنت من إنقاذهما.
لكن الظروف ما زالت مروعة. دخلت المرأة التي ولدت التوأم في مرحلة مبكرة من المخاض. كان عليها أن تقضي ساعات في محاربة حركة المرور العسكرية للوصول إلى المستشفى. وُلِد الصبيان قبل الأوان، بشكل محفوف بالمخاطر، بوزن أربعة أرطال لكل منهما في مستشفى لم يكن به طعام لهما. واضطرت قافلة مؤلفة من ثلاث سيارات إلى تفادي نقاط التفتيش في رحلة استغرقت 14 ساعة بحثاً عن الأمان.
على الأقل نجا الأطفال. كان بقاؤهم جانباً مضيئاً لأن أوكرانيا غارقة في الحزن: الركام والغبار وحياة مهجورة.
إننا في أمس الحاجة إلى قصص المواليد في زمن الحرب لأننا بحاجة إلى الأمل والأمل يأتي من البشر. نحتاج إلى قصص عن التجديد وما هو ممكن، لكن الولادات ليست عوامل لتخفيف أثر الفوضى الرهيبة. في وقت الحرب، دائماً ما توجد دروس يجب تعلمها وإيجاد بطولات مشرقة، وحيث تظهر أجزاء من القصة على الأقل بشكل جيد. في بعض الأحيان لا تكون هناك أي جوانب إيجابية.
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»