«الإنسان أولاً».. أبوظبي تتوّج جهودها بتقليل وفيات «الدهس»
تحظى دولة الإمارات العربية المتحدة بسجلٍّ حافل بالإنجازات الفارقة في مجال الحفاظ على سلامة الإنسان وحياته، وصيانة حقوقه من دون النظر إلى عِرقه أو جنسه أو دينه أو معتقَده، مرتكزةً في ذلك على إرثها الحضاري ونهجها الراسخ الذي أرساه الأب المؤسّس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، واقتفت أثره القيادة الرشيدة للدولة.
وفي هذا السياق، يأتي إطلاق «القيادة العامة لشرطة أبوظبي» الخطة الاستراتيجية المرورية الأولى لعام 2022 مطلع شهر فبراير الحالي، وحتى نهاية شهر إبريل من العام الجاري، تحت شعار «سلامة المشاة والسائقين من حوادث الدهس»، وذلك في إطار الجهود المتواصلة والرامية إلى رفع مستوى السلامة المرورية على الطرق، بما يحفظ سلامة الأفراد والممتلكات، ويحدّ من حوادث الدهس على الطرق.
وأعلنت شرطة أبوظبي، أخيرًا، أن خططها وبرامجها الاستراتيجية المرورية أسهمت في خفض معدّل وفيات حوادث الدهس في الإمارة بنسبة تصل إلى 48 في المئة خلال الفترة الممتدة من عام 2017 وحتى عام 2021، وأكدت توسيع نطاق حملتها التوعوية وأدواتها المتنوعة لتشمل ورش العمل التثقيفية والزيارات الميدانية للشركات والمدن العمالية بهدف التوعية المكثفة، والمشاركة في المهرجانات، للوصول إلى نطاق أوسع وأكثر شمولًا، مشيرةً إلى دور التوعية المرورية الرقمية، من صور ومقاطع فيديو وإنفوغرافات، في نشر الممارسات المرورية الصحيحة بين جميع شرائح المجتمع، بهدف رفع مستوى السلامة المرورية على الطرق.
هذا النهج ليس غريبًا على دولة الإمارات التي اتخذت من استراتيجية «الإنسان أولًا» ركيزة أساسية لها منذ أن تأسّست في عام 1971، مستلهمةً ذلك من تراثها الثقافي، ودستورها الذي يحرص أشد الحرص على سلامة الأرواح والممتلكات، ومنظومتها التشريعية التي تفرض أشد الجزاءات صرامةً على المستهترين والمتهاونين في الامتثال للقوانين بما يعرّض سلامة الأفراد والمنشآت للخطر.
لقد مهّد السجلّ الناصع من إنجازات الإمارات الفريدة في المجال الإنساني، إلى تبوؤ الدولة مكانةً عالميةً مرموقةً في المؤشرات كافة، فهي لم تكتفِ بالتزامها بدعم الإنسان والحفاظ على حقوقه على مدى الأعوام الخمسين الماضية منذ تأسيسها وحتى اليوم، بل رسّخت هذا الالتزام على مدى الأعوام الخمسين المقبلة، من خلال وثيقة «مبادئ الخمسين» التي أكدت في بندها الرابع أن «المحرّك الرئيس المستقبلي للنمو هو رأس المال البشري..»، وفي بندها الثامن، أشارت إلى أن منظومة القيم في الدولة ستبقى قائمة على «حفظ الحقوق وترسيخ دولة العدالة، وحفظ الكرامة البشرية».
* عن نشرة «أخبار الساعة الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية».