بنس والتصدي لترامب
تجاوز الرئيس السابق، دونالد ترامب الحدود، حين صرح في الأيام القليلة الماضية أنه إذا أعيد انتخابه، قد يصدر عفواً عن مثيري الشغب في أحداث السادس من يناير. وأكد من جديد على اعتقاده بأن مايك بنس، بصفته نائباً للرئيس، كان لديه سلطة «تغيير نتيجة الانتخابات». وتحاشى بنس انتقاد رئيسه السابق منذ تركه المنصب.
لكن يجب عليه إعادة النظر في هذا، في وقت كان يعد كلمته التي سيلقيها في اجتماع اللجنة القومية للحزب «الجمهوري». ومازال إصرار ترامب على فوزه في انتخابات 2020 يمثل مشكلة خطيرة للجمهوريين على مستوى البلاد. صحيح أن معظم قادة الحزب تجاهلوا مزاعمه المتواصلة، لكن المرشحين للمناصب لا يستطيعون هذا.
فلا مفر من تجنب اتخاذ موقف بشأن مدى الاتفاق مع ترامب أثناء الحملة الانتخابية. وأعلن كثيرون للغاية تأييدهم لمزاعمه المدمرة للديمقراطية، سواء بسبب فساد الاقتناع أو الخوف من معارضة ترامب لهم إذا لم يفعلوا. وهذا يعني وجود عدد كبير من «المؤمنين بحدوث مؤامرة» في عام 2020 في الحزب «الجمهوري» في انتخابات التجديد النصفي.
وعاجلاً أو آجلاً، يتعين على شخص صاحب مكانة كبيرة التصدي للكذب. وكلما طال انتظار قادة الحزب، كلما زاد احتمال أن يضطر أصحاب المناصب للدفاع عما لا يمكن الدفاع عنه. فالإمبراطور عار، لكن قول هذا يتطلب شجاعة شخص يعلن هذا بصوت عال. وبنس هو الشخص المثالي للقيام بهذا، وكلمته التي كان من المقرر أن يلقيها في الأيام الماضية في الاجتماع الشتوي للجنة القومية للحزب الجمهوري هي المناسبة المثالية للتصدي لترامب.
والمتعصبون لترامب ربما يسيئون فهم بنس الآن، لكنه يحظى باحترام الغالبية العظمى من «الجمهوريين» وأصحاب المناصب في الحزب. واستحق بنس الثناء على شجاعته أمام ضغط هائل من ترامب العام الماضي، وأظهر شجاعة نادرة أثناء أعمال الشغب وبعدها. وبنس يتعرض لهجوم مباشر من ترامب، لكنه أيضاً الشخص الملائم للقيام بتفنيد مزاعم ترامب. ويمكنه البدء بتفسير عدم قدرته على أن يتجاهل، من جانب واحد، إرادة ناخبي الولايات متأرجحة الولاء.
ويستلزم هذا تحليلاً قانونياً لمسؤولياته الدستورية والقانونية ودفاعاً واضحاً عن سيادة القانون. فقد قدمت كل هذه الولايات قوائم المندوبين وفقاً لقانون الولاية، ولم يتم تقديم بديل رسمي من قبل أي هيئة حكومية يعتد بها. ومن ثم، لم يكن هناك نزاع يحسمه الكونجرس على الرغم من قانون الإحصاء الانتخابي المكتوب بشكل سيئ والذي يعود لعام 1887. والأهم من ذلك، بوسع بنس البدء في تحطيم مزاعم تزوير انتخابات 2020. ويستطيع أن يعلن بوضوح وصراحة أنه، وترامب أيضاً، قد خسرا الانتخابات.
وأمام بنس خياران في حياته. إما الانزواء في الحياة الخاصة تماماً أو مواجهة مصيره ذات يوم كرجل صاحب عقيدة ومكانة وهما أمران لازمان للاشتباك مع ترامب في هذه المعركة. وتصريحات ترامب تمثل تحدياً مباشرا لبنس. ونحن نعلم بالفعل أن ترامب يعتقد أن بنس لم يتحل بالشجاعة الكافية في السادس من يناير 2021. لكن ليس هناك تأنيب أفضل من مواجهة ترامب بشجاعة من حيث لا يتوقعها ونقل المعركة إلى أرض المتنمر.
*زميل بارز في مركز معايير الأخلاق والسياسة العامة.
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»