أدلى وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي، الذي انتهت صلاحيته حتى قبل استلام حقيبته الوزارية، بتصريحات مستفزة ضد دول الخليج العربية، وأحرج بلاده بتلك التصريحات المنحرفة التي دافع فيها عن ميليشيات الحوثي الانقلابية. وها هو حسن نصرالله، الأمين العام لـ«حزب الله» اللبناني، يعيد الكرة ويتفوه بكلام فاحش في ذكرى مقتل ضابط الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني الذي قضت عليه الولايات المتحدة عبر غارة بطائرة مسيَّرة في محيط مطار بغداد الدولي يوم 3 يناير 2020.
وقد تركزت افتراءات «نصرالله» ضد المملكة العربية السعودية بالخصوص ودول الخليج العربي عامة، محاولاً نقل تهمة الإرهاب من سليماني وكتائبه في لبنان واليمن إلى الدول الخليجية التي تتصدر الحرب ضد الإرهاب بجميع صوره وانتماءاته. 
وإلى جانب التناقض الداخلي في كلام نصرالله، فلا أحد يعرف من أين أتى هذا المعمم الطائفي بمغالطاته واتهاماته التي لا أساس لها من الصحة مطلقاً، والتي أكثر من يعرف زيفها هم اللبنانيون المقيمون في الخليج أنفسهم.
إن تصريحات نصرالله الأخيرة، المستفزة والمشينة وغير العاقلة، تسيء بشدة إلى العلاقات اللبنانية الخليجية، ولا تصدر إلا عن روح طائفية تتنفس الكراهية والعنصرية والحقد.. لذلك فهي تزيد الفرقة والفجوة بين الشعوب والمجتمعات والدول ولا تخدم مصلحة لبنان ولا جالياته في الخارج مطلقاً.
لكني لا أعلم لماذا لا ترسل إليه الدول الخليجية هؤلاء «الرهائن»، حسب ادعائه، هناك في «الضيعة» الجنوبية، لكي يحارب بهم ويقضي على إسرائيل كما يزعم ويدّعي منذ عدة أعوام! إن أغلبهم من الإعلاميين والصحفيين، وربما يستفيد من خبراتهم وطاقاتهم الإبداعية، خصوصاً في التوجيه المعنوي ورفع معنويات أنصاره وأتباعه، لنشر مزيد من الطائفية المقيتة والكراهية والعنصرية؟.. لكن هل يوفر لهم هناك ما يحتاجون إليه من رفاهية عالية ونظافة دائمة، وسيارات دفع رباعي فارهة (رنجر روفر ونيسان بترول ومارسيدس وبي أم دبليو) وسيجار كوبي وبدلات «سينلوران» وعطورات «كارتيه» و«شانيل».. إلخ. إنهم أصحاب ذوق عصري رفيع وحس مرهف رقيق وشفاف، يحبون السهرات والحفلات الفنية وارتياد الفنادق والنوادي ووجبات المطاعم العالمية المعروفة.. فهل يوفر لهم حسن نصرالله كل ذلك في الضاحية الجنوبية؟ وهل يرضون استبدال حياتهم الحالية الكريمة الآمنة والهانئة والمرفهة بالحياة هناك في الضيعة تحت رماح ميليشيات «حزب الله» وأمينه العام الذي يحاول اللعب بورقتهم عبر تصريحاته التلفيقية المفترية الأخيرة؟
وهذا بالطبع مع وافر الاحترام والتقدير للبنانيين الوطنيين العروبيين الشرفاء الأوفياء المخلصين لوطنهم ولعروبتهم!


كاتب سعودي