يجب علينا التحلي بالواقعية في توقعاتنا لعام 2022. فشبكة «فوكس نيوز» لن تتوقف عن بث العنصرية والدعاية الروسية والتضليل المعلوماتي بشأن اللقاحات. والرئيس السابق دونالد ترامب لن يقر بخسارته في انتخابات 2020 الرئاسية. وقضاة الجناح اليميني في المحكمة العليا لن يعيدوا اكتشاف القيود القضائية أو أهمية السوابق القانونية. لكن عدداً كبيراً من الناس يمكنهم القيام بالكثير لتحريك البوصلة في صالح الديمقراطية والحقيقة. فكل مقدم برامج إخبارية في وسائل إعلام التيار الرئيسي يمكنه مطالبة الضيوف «الجمهوريين» بالدفاع عن مشاركتهم في الكذبة الكبيرة الخاصة بسرقة الانتخابات وإدانة مؤامرة 2020 التي استهدفت الضغط على الكونجرس ومسؤولي الانتخابات ومسؤولي وزارة العدل لتغيير نتائج الانتخابات. وإذا لم يرد الجمهوريون، فعلى مقدِّم البرنامج ألا يمضي قدماً في المقابلة.
ويستطيع الإعلام السياسي التوقف عن وضع معارك الديمقراطية في إطار سياسات سباق الخيول والتوقف عن إخفاء وجود حزب واحد فقط هو الذي يشن حملة لكبح الناخبين وتدمير الانتخابات. ويمكنهم وصف تمرد 2020 بأنه محاولة انقلاب بدأت في أعقاب إعلان فوز جو بايدن. ويستطيع جمهوريون أصحاب دراية أفضل مثل روب بورتمان (سناتور ولاية أوهايو) وريتشارد بير (سناتور ولاية نورث كارولاينا) وباتريك تومي (سناتور ولاية بنسلفانيا).. إدانة مساعي الحزب الجمهوري لتقويض الانتخابات. كما يمكنهم الانضمام إلى زملائهم الديمقراطيين في إقرار إصلاحات جوهرية على عملية التصويت. ويستطيع المحامون وعمداء كليات الحقوق والمشرعون ومسؤولو وزارة العدل السابقون والقضاة المتقاعدون إلقاء الضوء على نفاق قضاة الجناح اليميني في المحكمة العليا وتقليلهم من قيمة السوابق القانونية وحججهم الضعيفة.
ويتعين على الديمقراطيين إخضاع حكام الولايات التي يغلب عليها الجمهوريون للمحاسبة على استجابتهم المتهورة لجائحة كورونا. ويستطيع الديمقراطيون، بالتأكيد، وضع تقييم لكل ولاية وفقاً لأسوأ معدلات تلقي اللقاحات وأعلى معدلات الوفيات. ويستطيع الخبراء حساب عدد الأشخاص الذين كان من الممكن إنقاذ حياتهم والدخل الذي كان من الممكن تحقيقه لو اتبع الزعماء الجمهوريون أفضل الممارسات. لقد حان الوقت لأن ينزع الديمقراطيون عن الجمهوريين رداء «تأييد الحياة».
وأخيراً، يتعين على الرئيس جو بايدن إلقاء بعض الخطب الرئيسية، وليكن بعضها في وقت ذروة المشاهدة، وذلك من المكتب البيضاوي، لتوضيح التهديدات التي تحيط بالديمقراطية. وإذا أمكن، فعليه اصطحاب الرؤساء السابقين (باراك أوباما وبيل كلينتون وجورج بوش) في جولة حول البلاد للدفاع عن مسؤولي الانتخابات غير الحزبيين المعرَّضين للحصار، وللتأكيد على أهمية احترام نتائج الانتخابات. ويستطيع الرؤساء معاً إلقاء الضوء على مخاطر المحاولات المحتملة من مشرِّعين اتحاديين ومشرعي ولايات لتغيير نتائج الانتخابات. إننا نواجه معركةَ مستقبل الديمقراطية. ويتعين على بايدن القيام بدور رئيس هيئة الدفاع عن الديمقراطية، مكرساً الوقت والرصيد السياسي لجعلها القضية الأهم عام 2022. وحين تكون الديمقراطية محل اقتراع لا يمكن أن يغيب الرئيس.
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»