بايدن وضرورة تأكيد القيم الأميركية
في حديثه الأسبوع الماضي حول معدّلات البطالة والاقتصاد بشكل عام، قال الرئيس جو بايدن: «حالياً، الأمور في واشنطن صاخبة للغاية، وكل حديث في الأخبار يتحول إلى مواجهة، وكل اختلاف يتحول إلى مصيبة».
ويصف الرئيس البيئة الإعلامية التي يعمل فيها، حيث يحظى محتوى مشاريع القوانين بتغطية أقل مما تحظى به الأرقام البارزة. وعندما يتعلق الأمر بتأمين ديمقراطيتنا، تدور المحادثات حول مذكرات استدعاء لمسؤولين حكوميين سابقين أو المماطلة بدلا من النضال من أجل الحفاظ على انتخابات ديمقراطية.
وبدلا من التعليق على الدورة الإخبارية، يمكن للبيت الأبيض تقديم حجة أقوى بكثير بشأن النضال من أجل القيم الأميركية ومدى النجاح المتحقق في هذا المضمار. خذ على سبيل المثال عمل «لجنة 6 يناير».
رداً على سؤال حول مذكرات الاستدعاء والتأكيد على صلاحيات السلطة التنفيذية، أوضحت جنيفر ساكي، السكرتير الصحفي للبيت الأبيض، أن «الإدارة تأخذ أحداث 6 يناير على محمل الجد، كما قال الرئيس في ذكرى مرور ستة أشهر».
ثم أضافت: «لقد شكّل ذلك اليوم أزمة وجودية واختباراً لما إذا كانت ديمقراطيتنا قادرة على الاستمرار. لقد كان، من نواحٍ كثيرة، هجوماً فريداً ضد أسس الديمقراطية. ويعمل الرئيس على ضمان ألا يتكرر حدوث شيء من هذا القبيل، ولهذا السبب تتعاون الإدارة مع التحقيقات الجارية، بما في ذلك لجنة 6 يناير لكشف ما حدث».
لا بأس، لكن يجب أن يتحدث بايدن مباشرةً حول ذلك الاعتداء على الديمقراطية، وحول التهديدات لأسلوبنا الديمقراطي في الحياة. يجب أن يلقي خطابات حول حاجة جميع الأميركيين إلى الدفاع عن حرمة الانتخابات ونبذ العنف، وأن يدين السياسيين الذين يريدون حماية أنفسهم من المساءلة، وأن يدين أيضاً الحزب الذي لا يريد أن يعرف الناس مَن شارك في محاولة الانقلاب.
لا يعرف عدد كافٍ من الأميركيين شيئاً عن الأسابيع التي سبقت 6 يناير، والتي حاول سلَف بايدن خلالها استخدام القوة لتهديد وزارة العدل وإجبار المسؤولين الرسميين على تغيير نتائج الانتخابات. إن الرئيس بحاجة إلى إعلام الأميركيين بمدى اقترابنا من الكارثة. ويمكنه استعراض مجموعة من الاستجابات السياسية (مثل إصلاح قانون الفرز الانتخابي، ومعايير التدقيق النزيه)، لكنه أيضاً يجب أن يتحدث عن ضرورة حماية الانتخابات الديمقراطية الأميركية من الضرر.
إن الأسلوب الأميركي هو التنازل بلطف عند الخسارة وليس اللجوء إلى العنف. وعدم التنمر على الأشخاص القائمين على الفرز، بل الثناء على تفانيهم في أداء الواجب. ويمكنه النظر في منح جوائز الديمقراطية الرئاسية للأميركيين الذين يدافعون عن الانتخابات، والتداول السلمي للسلطة واحترام القانون والنظام. هل هذا توبيخ ضمني لـ«الجمهوريين»؟ إنه كذلك بالفعل. لقد مضى وقت طويل على سيطرة «الديمقراطيين» على قيم النزاهة والصدق والاحترام واللاعنف.
والحقيقة أن الحزب الذي يغض النظر عن العنف ويحاول تقويض الثقة في الانتخابات هو حزب مناهض لأميركا ومعادٍ لديمقراطيتها. إن بايدن بحاجة إلى قول ذلك. ويحتاج بايدن إلى التأكيد على العمل كأساس لمقترحاته وتوضيح أن تركيزه ينصب على مساعدة الأميركيين ليكونوا الأكثر إنتاجيةً والأفضل أجوراً في العالم. وبدلا من «إعادة البناء بشكل أفضل»، يتعين على بايدن الحديث أكثر عن خطط «مساعدة العمال على المضي قدماً» أو «مساعدة العائلات على كسب المال».
باختصار، يواجه البيت الأبيض، والولايات المتحدة ككل، تهديداً حقيقياً للديمقراطية الأميركية. ولدى الرئيس بايدن أجندة ضخمة مصممة لمساعدة العمال، وهو يحتاج أيضاً إلى أخذ زمام المبادرة كمدافع عن أسلوب الحياة الديمقراطي الأميركي، وعن الرأسمالية الإنسانية والإنتاجية الأميركية. وقبل ذلك وبعده يجب أيضاً تحميل «الجمهوريين» المسؤولية عندما يبررون العنف ويشوهون أهمية الانتخابات.
*كاتبة أميركية
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»