تشير تغريدة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، التي قال فيها «... لقد مرّ الأسوأ... ودولة الإمارات عملت كفريق واحد خلال الجائحة... والنتيجة تفوق عالمي في التعامل معها»، إلى فخر القيادة الرشيدة واعتزازها بكل الإجراءات والسياسات التي اعتُمدت منذ بدء جائحة «كورونا»، وحققت نجاحاً لافتاً للنظر في الحدّ من تداعياتها المختلفة، خصوصاً في المجالات الصحية والاقتصادية والإنسانية.
هذا النجاح الذي تحدث عنه سموه هو إشارة إلى رؤية دولة الإمارات العربية المتحدة التي قامت على استشراف المستقبل، من خلال رصد التحديات ورسم تصور علمي، تمكّنت من خلاله من اعتماد حلول لتلك التحديات، وتحويلها إلى فرص وفّرت لأفراد المجتمع، مواطنين ومقيمين، مستويات معيشية مستقرة، ونظرة إلى المستقبل يسودها الأمان والطمأنينة. التغريدة التي كتبها سموه، بعد ترؤسه اجتماعًا لمجلس الوزراء يوم أمس، واعتُمدت خلاله لوائح منظمة للمنتجات الطبية والصيدلانية، لضمان وجود وجودة الاحتياجات الطبية الوطنية كافة على مدى العام، تمنح لمؤسسات الدولة في شتى القطاعات دفعة كبيرة نحو الإصرار على إكمال النجاحات، وتؤكد أن دولة الإمارات، بقيادتها ومؤسساتها وشعبها، قادرة على أن تحقيق التميّز، حتى في أثناء الأزمات.
الكثير من المؤشرات والدلائل باتت تشهد على أن دولة الإمارات تمكنت حقيقةً من مواجهة تحدي أزمة الجائحة بإبداع وريادة، إذ عادت القطاعات على اختلافها إلى المسار الطبيعي من نشاطها وإنتاجها، كما حققت المدارس عودة آمنة لطلبتها وكوادرها التعليمية والإدارية، ووصل عدد جرعات التطعيم إلى أكثر من 18 مليوناً للسكان، إضافة إلى فتْح الدولة أبوابها للقادمين إليها، بقصد السياحة والزيارة، ما تمثّل أخيراً في فتح باب تأشيرات الزيارة لمن تلقوا جرعتَي اللقاح من مختلف دول العالم.
لقد استطاعت دولة الإمارات، من خلال تضافر جهود جميع المؤسسات الوطنية، الحفاظ على صحة المواطنين والمقيمين وسلامتهم، نتيجة لنهجها القائم على النظر للإنسان بوصفه الأولوية القصوى، التي يجب أن تنال الدعم والرعاية والاهتمام، فوفرت له كل المستلزمات الطبية والعلاجية لمواجهة فيروس كورونا المستجد، واتخذت إجراءات استباقية مدروسة حصّنت المجتمع من تداعيات الوباء الخطيرة، إلى أن تمكنت من تخفيض معدلات الإصابة بالفيروس ومعدلات الوفاة الناجمة عنه إلى الحدود الدنيا، وذلك نتيجة ارتكازها إلى خطة تستند إلى الاكتشاف المبكر للحالات المصابة بإجراء الفحوصات، وتنفيذ عمليات التعقيم الشاملة وإجراءات الحجر والحظر الصحي، والنظر إلى اللقاحات على أنها حجر الزاوية الأول في مواجهة الوباء.
* عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.