في 8 يونيو من العام الماضي، تم نقل «وونج مي لينج»، وهي حامل في شهرها الخامس، إلى مستشفى جامعة سنغافورة الوطنية وهي تعاني من آلام في البطن. أخبرها الأطباء أنها مصابة بتسمم الحمل، وهو شكل من أشكال ارتفاع ضغط الدم الخطير أثناء الحمل، يمكن أن يلحق الضرر بالأعضاء الحيوية ويؤدي إلى الوفاة لكل من الأم والطفل، وأنها بحاجة إلى عملية قيصرية طارئة.
لكن زاد القلق بعد إجراء العملية: فقد كانت المولودة حديثاً، «كويك يو شوان»، تزن 7.5 أوقية فقط عند الولادة. بالكاد نصف الوزن الذي توقعه الأطباء، ما يعادل تقريباً وزن ثمرة تفاح أو جريب فروت. كانت المولودة واحدة من أصغر الأطفال حديثي الولادة الذين تم تسجيلهم على قيد الحياة.
وبعد أكثر من 13 شهراً من الرعاية الطبية، خرجت «يو شوان» من المستشفى الشهر الماضي، وفقاً لما أعلنه المستشفى هذا الشهر، بعد أن أصبح وزنها 14 رطلاً تقريباً.
وأثار مقال نشرته صحيفة «ستريت تايمز» في سنغافورة خلال عطلة نهاية الأسبوع اهتماماً واسعاً بشأن بقاء «يو شوان» على قيد الحياة.
وحسب «إيفون نج»، كبيرة الاستشاريين في قسم طب الأطفال حديثي الولادة بمستشفى الجامعة الوطنية، للصحيفة فإن الحجم الصغير للمولودة كان يعني أن العاملين في المستشفى لا يمكنهم استخدام أشكال الرعاية المعتادة، وأن عليهم الارتجال.
وأضافت الطبيبة: «كانت صغيرة للغاية لدرجة أن حساب كمية الدواء كان يجب أن ينخفض إلى العلامات العشرية». وحتى الحفاضات المصممة للأطفال المبتسرين كانت كبيرة جداً بالنسبة ليو شوان، لذلك يجب على الممرضات تقليصها لتناسب حجم المولودة، بحسب ما قال العاملون في المستشفى للصحيفة.
ربما تكون «يو شوان» من بين أصغر الأطفال الذين نجوا بعد الولادة، وفقاً لسجل أصغر الأطفال في جامعة ايوا، وهو سجل لأصغر المواليد الذين ظلوا على قيد الحياة في العالم. وكانت صاحبة الرقم القياسي السابق هي لفتاة ولدت في سان دييجو في الولايات المتحدة عام 2018، وكانت تزن عند الولادة 245 جراماً، وقد أطلق عليها العاملون بالمستشفى اسم «سايبي».
قال بل وزنياك، اختصاصي طب الأطفال حديثي الولادة في جامعة شارب ماري بيرش للنساء وحديثي الولادة في سان دييجو، والذي ساعد في ولادة سايبي، لصحيفة واشنطن بوست في ذلك الوقت: «فكرت، يا إلهي، لا أصدق كم هي صغيرة».
وفي سنغافورة، لم تكن حياة يو شوان المبكرة سهلة على الإطلاق. فهي لا تزال تعاني من مشاكل في رئتيها، والتي لم تكن قد اكتملت في وقت الولادة. وذكرت صحيفة ستريت تايمز أنها لا تزال تعاني من مرض في الرئة وتحتاج إلى جهاز التنفس الصناعي.
اضطرت وونج وزوجها، كويك وي ليانج، وهما ماليزيان ولكنهما مقيمان في سنغافورة، إلى البقاء بعيداً عن أسرهما، بما في ذلك ابنهما الأصغر، أثناء فترة تعافي يو شوان. ووصلت تكلفة الإقامة الطبية لمدة 13 شهراً إلى أكثر من 100 ألف دولار، على الرغم من أنهم تمكنوا من جمع أكثر من ذلك من خلال حملة تمويل جماعي.
آدم تايلور
كاتب متخصص في الشؤون الدولية
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»