تؤدي وسائل الإعلام المحلي دورًا كبيرًا في دعم عملية التنمية الشاملة التي تشهدها الدولة، وقد شهد إعلامنا المحلي طفرة هائلة، خلال الفترة الأخيرة، بالتزامن مع التطور الجذري الذي شهده العالم في مجال ثورة الاتصالات والمعلومات، نتيجة للتقدم الكبير الذي حدث على صعيد التطور التكنولوجي.
ويحظى الإعلام المحلي بدعم كبير من قِبل قيادتنا الرشيدة التي تدرك الأهمية الحيوية التي يتمتع بها الإعلام كأداة لتعزيز هويتنا الثقافية، ودعم وحدتنا الاجتماعية، وتحقيق أهدافنا الوطنية. ومن ثم، فهي تعمل بشكل مستمر على توفير كل الفرص الكفيلة بتطوير وسائل إعلامنا المختلفة.
وفي ظل انتقال الدولة إلى مرحلة جديدة، بعد مرور نحو نصف قرن على تأسيسها، يبدو إعلامنا المحلي بحاجة إلى المزيد من التطوير، لكي يكون أكثر قدرة على التفاعل مع متطلبات تحقيق أولوياتنا الوطنية في الأعوام الخمسين المقبلة، التي تطمح فيها دولة الإمارات لتكون الدولة رقم (1) في العالم، استنادًا إلى مئوية الإمارات 2071.
وهذا ما جاء في توصيات الدورة السادسة لمنتدى الإعلام الإماراتي التي عقدت مؤخرًا في نادي دبي للصحافة، بمشاركة عدد من القيادات الإعلامية الإماراتية، ورؤساء تحرير الصحف المحلية، والكُتَّاب، ورموز العمل الإعلامي في الدولة، وهي التوصيات التي تمحورت حول ضرورة رسم خريطة طريق جديدة للإعلام المحلي، وأنها قيد الدراسة للوقوف على كيفية تحويلها إلى واقع يسهم في تأسيس منظومة إعلامية ترتقي بتنافسيته، وتدعم رسالته في خدمة الوطن والمواطن.
وقد شملت هذه التوصيات البناء على مخرجات «منتدى الإعلام الإماراتي» كنواة لتأسيس منظومة إعلامية ترتقي بقدرات الإعلام المحلي، مع ضرورة وضع استراتيجية إعلامية متكاملة لتوحيد جهود مؤسسات الإعلام المحلي، وتطوير آليات فعّالة للتنسيق فيما بينها، بما يتناسب مع المكانة والأهمية الاستراتيجية المتزايدة للدولة، إقليميًّا وعالميًّا، وتحديد أهداف واضحة للإعلام المحلي، خلال المرحلة المقبلة، وتشجيع المؤسسات الحكومية على التعاون بقدر أكبر مع وسائل الإعلام المحلي. كما ركزت التوصيات على ضرورة تعزيز دور الإعلام المحلي في مخاطبة العالم، وتطوير المحتوى الإعلامي الترفيهي الهادف، سواء في الوسائل الإعلامية التقليدية، أو عبر شبكات التواصل الاجتماعي.
لقد تطور إعلامنا المحلي بشكل كبير في السنوات الأخيرة. ولكن مع التطورات المستمرة في مجال ثورة الاتصالات، وتنامي الدور الذي تقوم به وسائل الإعلام الجديدة، وما تشهده الدولة من طفرات تنموية متتالية، بات من الضروري إحداث نقلة نوعية في هذا الإعلام لمواكبة هذه التطورات والإنجازات، وطموحات دولة الإمارات ورؤية قيادتها الرشيدة وتطلعات مواطنيها.
* عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.