بذلت دولة الإمارات العربية المتحدة جهوداً نوعية في تنمية قطاع السياحة، بوصفه أحد القطاعات غير النفطية، التي يُعوّل عليها في رفد الخزينة بمزيد من الإيرادات، والأكثر أهمية في تنويع الاقتصاد، وترسيخ صورة الدولة الحضارية والثقافية والترفيهية.
وجاء ترؤس دولة الإمارات للاجتماع الـ 47 للّجنة الإقليمية للشرق الأوسط بمنظمة السياحة العالميّة، الذي استضافته مدينة الرياض، خلال الفترة من 26 إلى 27 مايو الجاري، في إطار حضورها الفاعل والمؤثر في قطاع السياحة، على الصُّعد الوطنية والإقليمية والدولية، وحرصها على اعتماد مزايا ومحفزات عززت من نمو القطاع ودعمت أنشطته بكل مقومات التقدم، وخصوصاً في المرحلة الراهنة التي يمرّ بها العالم، والمتمثلة بانتشار وباء «كورونا»، الذي تسبب بتعطل حركة التنقل، وألقى بتداعيات جمّة على القطاعات الحيوية كافة.
اجتماع «اللّجنة الإقليمية للشرق الأوسط بمنظمة السياحة العالميّة» شهد تفاعلًا كبيرًا بشأن أولويات المرحلة المقبلة لجعل القطاع السياحي أكثر تأثيراً وإسهاماً في اقتصادات الدول، إذ أكد معالي الدكتور أحمد بن عبدالله حميد بالهول الفلاسي، وزير دولة لريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة والمتوسطة، الذي ترأس وفد الدولة الرسمي، أهمية «الاجتماع» في دعم مسيرة التنمية السياحية المستدامة لدول المنطقة كافة، لكونه يمثل منصة تعاون رائدة تهدف إلى تعزيز فرص انتعاش ونمو قطاع السياحة خلال الفترة المقبلة، واستعادة الحركة السياحية في المنطقة إلى مستويات ما قبل جائحة «كوفيد-19»، عبْر الخروج بتوصيات مهمة وخطط مشتركة تسرّع من مرحلة التعافي.
وبالفعل، انتهجت دولة الإمارات سياسات واتخذت قرارات ورسمت استراتيجيات عززت من متانة قطاع السياحة الوطني في أثناء الأزمة الصحية العالمية، ففي ديسمبر 2020، أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، «استراتيجية السياحة الداخلية» الهادفة إلى تطوير منظومة سياحية وطنية متكاملة لتنظيم السياحة المحلية. كما أطلق سموه «الهوية السياحية الموحدة»، التي انبثقت عنها حملة «أجمل شتاء في العالم»، تمكنت من تحقيق نجاح استثنائي فاق التوقعات، لتسليطها الضوء على التنوع الغني الذي تتمتع به الدولة من معالم، ووجهات سياحية جاذبة.
لقد أصرت دولة الإمارات، بتوجيهات قيادتها الرشيدة، وتضافر جهود مؤسساتها، على التحول إلى وجهة سياحية رائدة، عززت من سمعتها ومكانتها العالمية في هذا المجال، نظراً لما تتمتع به من استقرار سياسي، وبنىً تحتية متقدمة ووسائل نقل متطورة، والعديد من المقومات التي جعلتها ملاذاً مفضلاً للراغبين في قضاء تجارب سياحية ترسخ في الذاكرة، وتوفّر الاستجمام والراحة لمريديها.
* عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.