في شهر سبتمبر من كل عام تبدأ نسبة حوادث السيارات بالارتفاع في عدد من دول الخليج العربية، بسبب هبوط الضباب الكثيف بعد منتصف الليل، وتبدّده صباحاً بين الساعة السابعة والثامنة بفعل حرارة الشمس، ويستمر هذا الحال حتى شهر ديسمبر، حيث الذروة التي تتدنّى خلالها الرؤية لدى سائقي المركبات على الطرق السريعة، مما يتسبب بحوادث بعضها كارثيّ. وعلى الرغم من ارتباط هذه المشكلة المقلقة، بفترة زمنية محددة مدتها 4 شهور أو يزيد، إلاّ أنها أصبحت من المهددات الخطرة لحياة فئة من المجتمع، لا تجد بديلاً عن استخدام الطرق السريعة في مثل هذه الأوقات الُمبكرة والضبابية من النهار. من خلال تتبع ابتكارات الشباب التي تلبي حاجات الحاضر والمستقبل، سواء في الإمارات أو بعض دول الخليج الأخرى، لم نجد إلى الآن بين أفكارهم المهمة ابتكاراً تقنياً يتضمن حلاً لمشكلة الضباب التي تحصد العديد من الأرواح الغالية كل عام. ألا يبدو المطلب إنسانياً ومجتمعياً جديراً بجهد ابتكاريّ مضاعف من الشباب الخليجي الواعد؟
وبما أن الشيءَ بالشيء يُذكر، فثمة أفكار أبتكارية لافتة يجري العمل عليها، تم رصدها في أحد اجتماعات المنتدى الاقتصادي العالمي، من أبرزها لإحداث تغييرات في أسلوب حياة البشر في المستقبل: سيارة «ميراي» التي أنتجتها شركة يابانية، وتعمل بالوقود الهيدروجيني من خلال التفاعل الكيميائي بين عنصري الهيدروجين والأوكسجين، لكن مشكلتها تكمن في تكلفتها الباهظة، بسبب صعوبة تخزين غاز الهيدروجين بكمية وافرة في خزان السيارة، الذي يجب أن يكون شديد الصلابة ليتحمل ضغطاً مرتفعاً. ويأتي بعدها تطوير وسيلة نقل تكون أسرع من الصوت سمّيت «هايبر لوب»، يتبناها الملياردير الأمريكي «إيلون ماسك»، وهي عبارة عن كبسولة تشبه القطار، سرعتها 1200 كم في الساعة، أي ضعفي قطار «الطلقة» الياباني، ويعتمد على الضغط المتولّد عن محركات داخل أنبوب مُفرغ من الهواء، وبلغ عدد الفرق التي تعمل عليه 300 فريق.
الفكرة الأخرى تتمثل في تقنية تسمح بإطفاء الحرائق الضخمة بواسطة الصوت. المشروع طرحه طالبان من جامعة «جورج ماسون» الأميركية، وتعتمد على إصدار ضوضاء شديدة موجهة نحو النيران، فيحجب ضغطها العالي الأوكسجين عن النار، فيتوقف الحريق. والجهاز يركب على طائرات مسيرة لحرائق الغابات.
*إعلامي وكاتب صحفي