يبدو أن التحقيقات بشأن أصل فيروس كورونا المستجد ما إذا كان فيروساً طبيعياً أم مُصنَّعاً في مختبر ستكون مستمرة، والتي كان آخرها اشتباك بين السيناتور «راند بول» ومدير «المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية»، الدكتور أنتوني فاوشي، يوم الثلاثاء الماضي 11 مايو خلال جلسة استماع للجنة في مجلس الشيوخ، والتي ضغط بها «بول» على «فاوشي» بشأن أصول الفيروس التاجي.
طرح «بول» فرع البحث المثير للجدل «اكتساب الوظيفة»، والذي يدرس كيفية تحسين مسببات الفيروسات في الحيوانات من أجل إحداث المرض لدى البشر، وقد أشار إليها عضو مجلس الشيوخ عن ولاية كنتاكي على أنها «تحفيز» أي جعل الفيروسات أكثر حيوية وقوة وفعالية. ثم تابع بول استجوابه: «علماء الحكومة مثلك ممن يفضلون اكتساب الأبحاث الوظيفية»، وبعد ذلك قاطعه فاوشي قائلاً: «أنا لا أؤيد اكتساب أبحاث الوظائف في الصين، أنت تقول أشياء غير صحيحة». لكن «بول» جاوبه وماذا تفسر تفتيش الدكتورة «شي زينجلي»، مديرة «معهد ووهان لعلم الفيروسات»، لمختبرها الخاص بحثاً عن دليل على أن الفيروس نشأ هناك. الدكتورة «زينجلي» قالت إنها لم تستطع النوم لأيام لأنها كانت خائفة من أن يكون هناك دليل في مختبرها، وبحسب ماورد عنها أنها تنفست الصعداء عندما لم يوجد أي دليل.
ثم ذكر «بول» أنه لسنوات، كان «رالف باريك»، عالم الفيروسات في الولايات المتحدة، يتعاون مع الدكتورة «شي زينجلي» لمشاركة الاكتشافات حول كيفية إنشاء فيروسات فائقة أو نشطة. الدكتورة «زينجلي» تعرف أيضاً بـ «سيدة الخفاش»، حيث قامت برحلات استكشافية عديدة إلى كهوف تنتشر فيها الخفافيش في جنوب الصين، وجمعت نحو مائة فيروس مختلف من فيروسات الخفافيش. وقد تم تمويل عملها البحثي من قبل «المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية»، الذي يترأسه الدكتور «فاوشي»، وهو جزء من المعاهد الوطنية الأميركية للصحة، برئاسة الدكتور فرانسيس كولينز.
التساؤلات تدور حول ما إذا كان قد تم إدخال بروتين خبيث فيروسي ضار في مكونات فيروس «سارس» القاتل ثم تم استخدام هذا الفيروس الخارق من صنع الإنسان لإصابة خلايا مجرى الهواء البشرية. إن هذه التقنية تفرض حدوث طفرة للفيروس عن طريق المرور المتسلسل عبر زراعة الخلايا بحيث تبدو الطفرة طبيعية. ثم سأل «بول» «فاوشي»: «هل يمكنك أن تتخيل ما إذا كان فيروس سارس الذي تم تفعليه سيتم إطلاقه عرضاً؟».
المريب لماذا تقوم وسائل الإعلام بالتكتم عن أصل الفيروس؟ هناك فعلاً احتمال للخطأ، وعندما يثار تساؤل يتهم من أطلقه بأنه من دعاة نظرية المؤامرة؟ من حق شعوب العالم أن تستفسر عن أصل الفيروس الذي أودى بحياة ثلاثة ملايين شخص، فهي كارثة بشرية تستحق التحقيق.
* باحثة سعودية في الإعلام السياسي