أمس حلت ذكرى رحيل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وما تزال بصمات عمله الإنساني قائمة في جميع أنحاء المعمورة، تتحدث عن أمجاد عمله الخيري. ومن خلال تلك الأعمال والتوجهات الخيرية الإنسانية أصبح أيقونة خالدة للعمل الإنساني لدولة جُبلت على البذل والعطاء، على الرغم من تغير الحياة الاجتماعية بعد طفرة النفط واكتشافه في تلك البلاد.
والإمارات لم تثنها أو تشغلها الحياة المادية عن الاستمرار في سُنة الأولين في هذا الجانب الإنساني المهم. وأيضاً لم تقف تلك البصمات والآثار التي تركها عند نقطة محددة، بل إنها مستمرة ويتم تناقلها من جيل إلى آخر، فساروا على النهج الإنساني الراقي نفسه، فاستمروا في أعمال الخير أينما وجدت فرصة لها. مجهودات الشيخ زايد الإنسانية واضحة من خلال بناء المساجد والمدارس والمستشفيات في مختلف أنحاء العالم. آفاق العمل الإنساني في مسيرة الشيخ زايد دعت المخلصين في البلاد كي يجعلوا ذكرى رحيل القائد العظيم، طيب الله ثراه، مناسبة للتذكير بالعمل الإنساني في بادرة قلما نراها ماثلة في أي منطقة من العالم.
الحس الإنساني لدى الراحل كان عالياً جداً وانتقل أثره إلى سلفه من بعده. وفي ذكرى رحيله نستذكر أعمال البر والخير التي أرساها، ليصبح مؤسساً للعمل الإنساني في هذا البلد.
نهج إنساني يتواصل في عهد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، سدد الله على الخير خطاه، ليشمل الجهات الحكومية المانحة، والمؤسسات المعنية بالعمل الخيري، والأمثلة عليها كثيرة، مثل المشروع الإماراتي لدعم وإعادة الإعمار في الجمهورية اللبنانية، وجهود مستمرة تبذلها المؤسسات الخيرية، ومن بينها «مؤسسة زايد للأعمال الخيرية والإنسانية»، «مؤسسة خليفة بن زايد الخيرية»، «مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنسانية»، و«صندوق أبوظبي للتنمية»، و«هيئة الهلال الأحمر»، إضافة إلى المبادرات السخية لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وكلها دروب مضيئة بالعمل الإنساني في ميادين ومجالات العون الخارجي، التي من خلالها يتم تقديم المساعدات العاجلة للدول المتضررة من أي حدث طارئ.
يحق لنا في مناسبة ذكرى رحيل أحد أهم رموز العمل الإنساني في العالم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، أن نستذكر الأعمال الإنسانية والخيرية التي قدمها الراحل، طيب الله ثراه، لنتخذها مناسبة للعطاء والبذل الإنساني للبشرية جمعاء.
*كاتب كويتي