الجرعة التنشيطية جرعة إضافية من التطعيم، يتلقاها الشخص بعد استكمال تلقيه جرعات التطعيم الأولية، وحصوله على المناعة المبدئية. وتهدف الجرعة التنشيطية إلى إعادة تعريض جهاز المناعة إلى المستضد (Antigen)، لاستعادة قوة الاستجابة المناعية، بعد أن تكون الذاكرة المناعية قد توارت أو تلاشت تماماً بمرور الوقت. فعلى سبيل المثال، يوصى بأخذ جرعة تنشيطية كل عشر سنوات ضد ميكروب التيتانوس، وهي الفترة الزمنية التي يعتقد أن بمرورها تفقد الخلايا المناعية ذاكرتها، أو تتعرض للانحلال والاضمحلال ثم الاختفاء.
هذا المفهوم الطبي الراسخ والواسع الاستخدام منذ زمن، على ما يبدو أنه سيتم استدعاؤه، وتطبيقه في مواجهة فيروس كوفيد-19. حيث صرح الدكتور «دافيد كسلر» كبير علماء إدارة الرئيس الأميركي الحالي، في جلسة استماع أمام لجنة من أعضاء الكونجرس يوم الخميس الماضي، قائلاً: «نخطط حالياً لجرعة تنشيطية محتملة من التطعيمات المتاحة، إن دعت الحاجة. فمثل باقي التطعيمات، ربما يفضل تلقي جرعة إضافية». كما صرح الدكتور «أنتوني فاوتشي» مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية، بأن هناك عدة سبل لزيادة فعالية التطعيمات ضد كوفيد-19، أولها هو تطوير جرعة تنشيطية تدعم وتقوي التطعيمات المتاحة حالياً وتجعلها أكثر فعالية ضد جميع النسخ المتحورة من الفيروس، أما السبيل الآخر فهو تطوير جرعات تنشيطية موجهة ضد نسخة محددة من النسخ المتحورة، يتم توزيعها في الدول والمناطق التي تنتشر بها هذه النسخة بعينها.
وبالفعل، بدأت الشركات التي حصلت تطعيماتها على تصريح للاستخدام الطارئ في دراسة إمكانية إضافة جرعة ثالثة، مثل شركة فايزر وشريكتها بيونتك في إجراء دراسة لبيان أمن وسلامة منح من تلقوا جرعتين من التطعيم جرعة ثالثة، ومدى فعالية هذه الجرعة تجاه النسخ المتحورة.
وعلى المنوال نفسه، أعلن الرئيس التنفيذي لشركة «جونسون آند جونسن»، أن شركته بدأت بالفعل في إجراء التجارب على جرعة تنشيطية. بينما أعلنت شركة مودرنا أنها أنتجت بالفعل نسخة محدثة من تطعيمها، قادرة بشكل أفضل على مواجهة النسخة المتحورة من الفيروس (B.1.351) التي ظهرت لأول مرة في دولة جنوب أفريقيا، وفي نفس الوقت بدأت الاختبارات على متطوعين لبيان ما إذا كانت جرعة ثالثة، أقل حجماً وتركيزاً من الجرعتين الأوّليتين، يمكنها أن تزيد من قوة الاستجابة المناعية ضد الفيروس.