توصل عملاقان صناعيان كوريان جنوبيان إلى تسوية قانونية في اللحظة الأخيرة لقضية أسرار تجارية ستسمح لمصنعين جديدين في مدينة كوميرك بولاية جورجيا الأميركية، بالمضي قدماً في خطط توريد بطاريات لسيارات كهربائية من ماركات «فورد» و«فولكس فاجن». والشركتان الكوريتان هما : SK Innovationو LG Energy Solution. التسوية جاءت بعدما اتهمت «إل. جي. سوليوشان» شركة «إس. كيه. أنوفيشان» بسرقة الأسرار التجارية وإتلاف المستندات. في أبريل 2019 ، سعت «إل. جي. سوليوشان» إلى الحد من إنتاج بطاريات «إس. كيه. أنوفيشان» في الولايات المتحدة، وقالت إن البلاد لا تعاني من نقص في بطاريات السيارات الكهربائية.
صفقة التسوية تُعد انتصاراً للرئيس جو بايدن، الذي كان حريصاً على خلق فرص عمل، وبناء سلسلة إمداد للسيارات الكهربائية مقرها الولايات المتحدة والتحرك نحو إبطاء تغير المناخ - كل ذلك دون الانحياز لأي طرف في نزاع بين الشركات حول الملكية الفكرية.
وقال بايدن في بيان يوم الأحد الماضي: «اتفاق التسوية هذا مكسب للعمال الأميركيين وأيضاً لصناعة السيارات الأميركية، فالبلاد بحاجة إلى سلسلة إمداد قوية ومتنوعة ومرنة لبطاريات السيارات الكهربائية يكون مقرها الولايات المتحدة ، حتى نتمكن من توفير الطلب العالمي المتزايد على هذه المركبات والمكونات».
جونغ هيون كيم، الرئيس التنفيذي لشركة «إل. جي. سوليوشان»، وجون كيم، الرئيس التنفيذي لشركة «إس. كيه. أنوفيشان»، أصدرا بياناً مشتركاً أكدا خلاله أنهما «سيتنافسان بطريقة ودية، وسيعملان معًا لدعم أجندة إدارة بايدن للمناخ ولتطوير سلسلة إمداد أميركية قوية»، واتفقت الشركتان على عدم مقاضاة بعضهما البعض لمدة 10 سنوات.
يمكن لشركة «إس. كيه. أنوفيشان» أن تكمل الآن بناء مرافق التصنيع الخاصة بها البالغة 2.6 مليار دولار، والتي ستوظف 1000 عامل بحلول نهاية هذا العام. وبحلول عام 2024، سيكون لدى المصانع 2600 عامل، وستنتج سنوياً بطاريات أيونات الليثيوم لأكثر من 300000 سيارة كهربائية، معظمها لماركات فورد وفولكس فاجن.
وكانت «لجنة التجارة» قد تحيزت إلى جانب شركة «إل. جي. سوليوشان» وقيدت قدرة شركة «إس. كيه. أنوفيشان» على تشغيل مصانعها في الولايات المتحدة. وكان من شأن هذا منع «إس. كيه أنوفيشان» من استيراد مكونات أساسية في البطاريات لمدة عشر سنوات. لكن ظل بمقدور الشركة استيراد ما يكفي لتوفير البطاريات لطرز معينة من سيارات فولكسفاجن لمدة عامين ولطرز معينة من سيارات فورد لمدة أربعة أعوام، بما في ذلك شاحنة فورد إف-150 الأفضل مبيعاً. وأثناء هذه الفترة كان من المفترض أن تجد فولكسفاجن وفورد موردين جدداً.
وكان أمام إدارة بايدن حتى يوم الأحد 11 أبريل لتلغي قرار «اللجنة الأميركية للتجارة الدولية». وكانت الإدارة تخشى أن تظهر صعوبة في العثور على موردين جدد إذا سعت صناعة السيارات في توسيع منتجاتها من السيارات الكهربائية. وكانت الإدارة قد أشارت إلى ضرورة تحديث السيارات والشاحنات الأميركية وتحويلها جميعاً إلى سيارات كهربائية. والتسوية تقدم دعماً للرئيس في مجال خلق الوظائف ووسط نشطاء تغير المناخ والقلقين من هذه الظاهرة.
ومصانع بطاريات شركة «إس. كيه» التي تقع على مبعدة 70 ميلاً شمالي شرق أتلانتا حظيت بدعم من «الجمهوريين» و«الديمقراطيين» داخل ولاية جورجيا، بمن فيهم حاكم الولاية «الجمهوري» براين كيمب، والسيناتور «الديمقراطي» رافايل وورنوك، والحاكم «الديمقراطي» السابق لمدينة أتلانتا اندرو يونج. وأعلن «كيمب» في بيان في فبراير الماضي أن بايدن وإدارته «لديهما فرصة لدعم آلاف من سكان جورجيا الكادحين وجماعاتهم الذين استفادوا من نجاح إس. كيه. أنوفيشان المتواصل في ولايتنا». وقدمت ولاية جورجيا 300 مليون دولار في صورة منح وأراضٍ مجانية، وحوافز أخرى للشركة الكورية الجنوبية.
«سالي يتس»، النائبة العامة السابقة، وهي من سكان جورجيا، أشارت إلى أن مصنع شركة «إس. كيه.أنوفيشان» يجب أن يبقى مفتوحاً لتجنب عرقلة الاقتصاد الأميركي ومساعي مكافحة تغير المناخ. وذكرت أيضاً أن «لدينا عجزاً حاداً في بطاريات المركبات الكهربائية داخل الولايات المتحدة بسبب عدم كفاية الإنتاج المحلي، ومصنع إس. كيه في جورجيا ضروري لمعالجة هذا الخطر في سلسلة الإمداد».
كما أشاد «سكوت كيو»، الرئيس التنفيذي لمجموعة «فولكس فاجن» الأميركية، بالنتيجة، مؤكداً أنه مع تسوية قضايا الملكية الفكرية بين الشركتين، ينتقل تركيزنا الكامل الآن إلى حيث ينبغي أن يكون: بداية إنتاج الولايات المتحدة للسيارة الكهربائية بالكامل من طارز ( ID.4 ) في عام 2022، تم تجميعها من قبل عمال مهرة في ولاية تينيسي.
ستيفن موفسون
صحفي أميركي متخصص في قضايا الطاقة وحاصل جائزة بوليتزر.
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»