إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، اسمي رائدَي الفضاء الإماراتيين الجديدين، نورا المطروشي ومحمد الملا، ضمن «برنامج الإمارات لرواد الفضاء» في دورته الثانية، يحمل في طياته العديد من الدلالات، فدولة الإمارات العربية المتحدة تدخل «عام الخمسين» بإنجازات ملهمة: أولها ترشيح إماراتية لتكون أول رائدة فضاء عربية، وثانيها الإصرار على ألا تقف التحديات في وجه الطموحات، فجائحة «كورونا» وتداعياتها لم تمنع الدولة، ولن تمنعها، من إتمام خطواتها المتواصلة نحو الريادة في مجال استكشاف الفضاء، عربيّاً ودوليّاً.
وتأكيداً لمواصلة دولة الإمارات مسيرة إنجازاتها العلمية، وحرصها على أن يكون شبابها وشاباتها العنصر الأبرز في تحقيق التطلعات في هذه الاستكشافات، وخصوصاً المشاركة في رحلات الفضاء، قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم «رعاه الله»: «نعلن بحمد الله اليوم اثنين من رواد الفضاء الإماراتيين الجدد.. بينهما أول رائدة فضاء عربية.. نورا المطروشي، ومحمد الملا... تم اختيارهما من بين أكثر من 4000 متقدم.. وسيبدأ تدريبهما قريبًا ضمن برنامج ناسا لرواد الفضاء.. نبارك للوطن بهما.. ونعوّل عليهما لرفع اسم الإمارات في السماء.»
هذا الإنجاز الذي يستحق الفخر بشباب الإمارات وشاباتها، تحقق لتوافر عوامل عدّة، كانت الدافع وراء دخول الدولة مجال استكشاف الفضاء بقوة وحضور فاعلين، فاستراتيجية «مركز محمد بن راشد للفضاء»، التي أوصلت هزاع المنصوري، أول رائد فضاء إماراتي وعربي إلى محطة الفضاء الدولية، في سبتمبر 2019، جاءت لتؤكد أن مؤسسات الدولة الوطنية مشغولة بتحقيق رؤية قيادتنا الرشيدة في الوصول بدولة الإمارات إلى مراكز متقدمة العديد من القطاعات، وأبرزها قطاع الفضاء، الذي يجسّد معنى التحول إلى اقتصاد معرفي يقوم على تبنّي التقنيات الحديثة وجعل التكنولوجيا في خدمة البشرية التي تعزز النمو وتحقق التنمية المستدامة.
كما يمثّل ترشيح نورا المطروشي، لتكون أول رائدة فضاء عربية، القيمة الكبرى التي تنالها المرأة في دولة الإمارات، وعدم اقتصار حضورها الفاعل والإيجابي على القطاعات التقليدية، كالصحة والتعليم، بل تحولت إلى مسهِمة فاعلة في القطاعات المتقدّمة، ففضلاً عن تبوئها مكانة لافتة للنظر في القطاعات العسكرية والسياسية والقضائية والدبلوماسية، ها هي اليوم تستعد لاقتحام الفضاء بهمّة وعزيمة عاليتين، لتشارِك في مسيرة المعرفة والحضارة الإنسانية وصناعة المستقبل الأفضل للبشرية، جنباً إلى جنب مع أخيها الرجل، بمعارف وخبرات ومهارات نوعية، تتخطى بها حدود السماء، إلى آفاق أكثر رحابة وطموح لا يعرف المستحيل.
عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية