يشير إطلاق هيئة الخدمة الوطنية والاحتياطية، ووزارة التربية والتعليم، مشروع الدراسة الجامعية لمنتسبي الخدمة الوطنية، والذي جاء بتوجيهات ورعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى القوات المسلحة، حفظه الله، إلى اهتمام قيادتنا الرشيدة الكبير بشباب دولة الإمارات العربية المتحدة، وضمان حصولهم على حقّهم في التعليم الجامعي، ليسير جنبًا إلى جنب مع قيامهم بواجبهم في الالتحاق بالخدمة الوطنية.
هذا الإعلان الذي سيَسمح لجميع منتسبي الخدمة الوطنية من طلبة الثاني عشر، من خرّيجي العام الدراسي 2020/ 2021، والذين سيلتحقون بالدفعة الـ 16 وما يليها، بدراسة المساقات الجامعية بنظام «التعليم عن بعد»، يجسّد صورة ملهمة من صور دعم الشباب ورعايتهم، حيث لا بدّ لهم من مواصلة تعليمهم وتطوير معارفهم، حتى يتمكنوا من الإقبال على مستقبلهم بثقة وكفاءة واقتدار، وفق أفضل الأدوات العلمية والعملية.
إن إعلان هذا المشروع يؤكد حرص القيادة الرشيدة على تحفيز الطلبة على إكمال دراستهم الجامعية، حتى وإن كانوا في مرحلة يؤدون خلالها واجبهم الوطني في الالتحاق بالخدمة الوطنية، وهو إشارة إلى أهمية تمكينهم من اتخاذ القرارات السليمة بشأن تخصصاتهم الجامعية، والحفاظ على مصلحتهم والتأثير إيجابيّا في استمرارية دراستهم الأكاديمية، بما يحقق التكاملية بين برنامج الخدمة الوطنية ومنظومة التعليم الجامعي، ويمكّن الشباب من امتلاك العلوم والمهارات التي تسهم في تحسين أدائهم الأكاديمي، وتطوير خبراتهم في مجالات الخدمة الوطنية في الوقت نفسه.
كما يجسّد إعلان مشروع الدراسة الجامعية لمنتسبي الخدمة الوطنية، والتي تعدّ بمنزلة تجربة تصنع الرجال وتكسبهم مهارات تحمّل المسؤولية والانضباط واتخاذ القرار، أقصى مظاهر الاستثمار في الإنسان الإماراتي الذي يثابر ويجدّ ويجتهد من أجل خدمة وطنه ومجتمعه وأهله، من خلال امتلاك معارف وعلوم نوعية، ومهارات شخصية، تمكّنه من أن يكون الشريك الأول في مسيرة البناء والنهضة التي يكون فيها مطمئنًّا إلى أنه في وطن لا تتوانى قيادته في تذليل كل الصعوبات التي قد تواجهه، في سبيل تحقيق طموحاته في العبور إلى آفاق مستقبلية واسعة لتحقيق أحلامه الأكاديمية والمهنية.
إن تطبيق الفترة التجريبية لمشروع الدراسة الجامعية لمنتسبي الخدمة الوطنية، بدءًا من الفصل الصيفي 2021، بنظام «التعليم عن بعد» سيكون، بالتأكيد، تجربة ناجحة وفريدة، وخصوصًا في ظل ما حققته مؤسسات التعليم المدرسي والعالي من نجاح في هذا النوع من التعليم أثناء «مرحلة الوباء»، ضمن خطط ممنهجة، وممكِّنات تقنية وبشرية غاية في التطور والابتكار.
عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية