انطلاقاً من أهداف الأجندة الوطنية 2021 الهادفة إلى جعل دولة الإمارات العربية المتحدة البقعة الأكثر أماناً في العالم، من خلال تعزيز شعور أفراد المجتمع بالأمان، والوصول إلى مراتب متقدمة في الاعتماد على الخدمات الشرطية، والجاهزية لحالات الطوارئ، إضافة إلى المستهدفات التي تتعلق بخفض معدلات الوفيات والأضرار الناجمة عن الحرائق، فإن القيادة العامة للدفاع المدني تواصل العمل على استخدام أكثر الأساليب العالمية تطوراً في مجال ضمان أمن وسلامة الأفراد، والحفاظ على أرواحهم وممتلكاتهم، ومنحهم الشعور المستمر بأنهم في مأمن من أي أذى أو ضرر، عبر مبادراتها الخاصة بالحد من الحرائق.
وإيماناً بضرورة نشر التوعية المجتمعية لتجنّب حدوث المخاطر والأضرار المحتملة أو الطارئة، أطلقت القيادة العامة للدفاع المدني حملتها التوعوية الأولى للعام الجاري 2021 تحت شعار «داركم أمانة»، تركز فيها على تعزيز سلامة ووقاية البيوت، وتوضيح الاشتراطات العامة للوقاية من الحرائق، حيث تأتي الحملة ضمن الخطة التوعوية الرئيسية للعام الجاري، وتتضمّن 4 حملات رئيسية، تنطلق منها 16 حملة فرعية متخصّصة تهدف إلى نشر الوعي الوقائي بين الأفراد، وتعرّف بمبادئ السلامة والوقاية من المخاطر والحوادث والكوارث، وكيفية التعامل معها والحد من خطورتها.
حملة «داركم أمانة»- التي أسهمت أنشطتها، على مدار 5 أشهر من العام الماضي، في خفض نسبة حرائق المباني والمنشآت بنحو 36.4 في المئة، مقارنة بالفترة نفسها من عام 2019، وتتضمن هذا العام مبادرات فرعية عدة، هدفها ضمان سلامة المنازل، وطرق الوقاية من حرائق المطبخ وغيرها- تأتي في سياق خطة توعوية رئيسية تسعى من خلالها القيادة العامة للدفاع المدني إلى «تعزيز جودة الحياة في مجتمع الإمارات، عبر تحقيق أعلى مستويات السلامة والحماية المدنية والحفاظ على الأرواح والممتلكات»، بحسب اللواء الدكتور جاسم محمد المرزوقي، قائد عام الدفاع المدني.
وتقوم وزارة الداخلية، ومن خلال المديرية العامة للدفاع المدني، ببث برامج توعوية عبر مواقع التواصل الاجتماعي تتضمّن موادّ إرشادية ونصائح لتعريف العمالة المساعدة والأُسَر بمصادر الخطر في المنازل، والتعريف بمتطلبات السلامة الخاصة بفئات أصحاب الهمم وكبار المواطنين والأطفال، بوصفهم الأكثر حاجة إلى الرعاية والأمن والسلامة. كما تحرص القيادة العامة للدفاع المدني على تطبيق الحملات والبرامج التوعوية بالتنسيق مع مؤسسات الدولة المختلفة، كحملة «طلابنا مستقبلنا» التي يتم تنفيذها بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، لمواجهة التحديات التي تهدد أمن وسلامة الطلاب، عبر تعريفهم وأسرهم بالسلوكيات الخطأ التي تؤدي إلى حوادث الحريق وكيفية التعامل الأولي عند وقوع الحوادث، الأمر الذي يؤكد ضرورة الالتزام بالنصائح والإرشادات العامة، التي تحدّ من وقوع الحوادث، وأهمية الاطّلاع على البرامج التوعوية والتثقيفية الوقائية في هذا المجال، إلى جانب أهمية توفير مستلزمات الوقاية والسلامة العامة في المنازل، والتعرف إلى كيفية استعمالها في حالات الطوارئ.
إن المتتبع للجهود النوعية التي تبذلها دولة الإمارات في حماية سلامة الأفراد وأمنهم الإنساني، يلحظ تعدّد المبادرات والحملات التوعوية في مجال مكافحة الحرائق المنزلية، وفي هذا السياق تبرز الإشارة إلى نظام الحماية والتحكم الذكي (حصنتك)، الذي أُطلِق في عام 2018، لكشف الدخان والحريق والوقاية منه في المباني والشقق السكنية والتجارية، سعياً إلى خفض معدلات الحرائق والوفيات الناتجة من الحرائق، والحفاظ على أمن وسلامة كل من يقطن أرض الإمارات. وفي سبتمبر 2020 أعتمد مجلس الوزراء قراراً بإلزامية تركيب أجهزة كاشف الحرائق وإشراك البيوت والمنازل السكنية في نظام الربط والمراقبة الإلكتروني للدفاع المدني، بما يمكنه من الاستجابة الفورية لبلاغات الحرائق، ويعزز السلامة والحماية المدنية، ويحمي الشرائح الاجتماعية كافة من تعريض حياة أفرادها لأي مهدّدات.
*عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية