رحيل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، طيب الله ثراه، مصاب جلل أصاب الأمتين العربية والإسلامية والعالم أجمع.. رحيل كان مدوياً في العالم أجمع لما للفقيد من أثر كبير على الصعيد الإنساني، كونه سعى دوماًَ لتقديم كل مساعدة ممكنة، ومد يد العون لمن تعرض لكارثة أو أزمة.. استحق رحمه الله لقب قائد للعمل الإنساني، لقب لم ينله أحد من قبله. فقد كان يوصي دائماً بالحفاظ على مركز الكويت الإنساني في العالم.. وهو الأمر الذي جعل من دولة الكويت منارة للعمل الإنساني.. وذلك بفضل جهوده والنية الخالصة لوجه الله تعالى، والتي كان للفقيد الفضل الأكبر فيها.. وساهم هذا اللقب في وضع دولة الكويت بأعلى المراتب على الصعيد الدولي والإنساني. 
فقيد الكويت أفنى حياته لخدمة أبناء وطنه من أي موقع ومسؤولية تولاها.. منذ بداية توليه المسؤوليات التي أوكلت إليه منذ خمسينيات القرن الماضي، حيث كان جديراً بكل منصب تولاه. فوراء كل صفحة من تاريخ دولة الكويت كانت بصمات الفقيد حاضرة، فهو ذلك الحكيم المتأهب دائماً لوقفة القائد الكبير مع أبناء وطنه في معظم المحطات الفاصلة في تاريخ البلاد من أجل توفير وسائل الأمن والاطمئنان للشعب الكويتي. 
دور صباح الإنسانية في مسيرة التنمية والنهضة في بلدي الكويت يرصده التاريخ. والفقيد أخذ على عاتقه ترسيخ مبادئ أساسية  قوامها الاستقرار، جنباً إلى جنب مع مسيرة التنمية والنهضة الحقيقية في البلاد. وسعى أيضاً إلى تفعيل نجاح الخطط التنموية والاقتصادية، وتغلب على أخطر التحديات التي واجهت الكويت. وركز على مجلس التعاون الخليجي، وبأن تتنادى الدول بعضها إلى بعض في حالات الخطر القصوى، كما أن مسيرة الكويت استمرت بفضل الأسس الراسخة التي بنيت عليها الدولة ومؤسساتها، ورغم الرياح العاتية، فإن المجتمع الكويتي يثبت عبر السنين قدرته على تجاوز التحديات بصبر وثبات. هذه هي القوة التي رغب فيها الفقيد الراحل لمجتمعه ومحيطه ودولته.
 عزاؤنا الوحيد بالقول إن العظام لا يرحلون ولكن يبقون في القلوب إلى الأبد.. وتبقى ذكراهم وأعمالهم وإنجازاتهم الخالدة ماثلة أمامنا ونراها حاضرة دوماً في هذا البلد المعطاء، لتكون نبراساً وهداية للأجيال القادمة للنهل منها والاستفادة من دروس قائد الإنسانية وأميرها.

*كاتب كويتي