توصلت وحدة مستقلة لتحليل الكلفة العسكرية إلى أن ميزانية البنتاجون المزمعة لخمس سنوات، والخاصة بطائرة إف-35، بها عجز بقيمة 10 مليارات دولار عن الكلفة المقدرة سلفاً، في مؤشر جديد على أن الطائرة المقاتلة المتقدمة قد تكون كلفتها أكبر في التشغيل والصيانة. فالنسخة المبدئية لخطة وزارة الدفاع، للسنوات الخمس المالية التالية، تطالب بمبلغ 78 مليار دولار لأبحاث وتطوير وشراء وتشغيل وصيانة الطائرة إف-35 التي أنتجتها شركة «لوكهيد مارتن»، وإقامة منشآت عسكرية لها. لكن وحدة تحليل الكلفة ترى أن القيام بهذا يحتاج إلى 88 مليار دولار.
والفارق التقديري اتضح في مراجعة من أربع صفحات، بتاريخ 17 يونيو، وصفت بأنها «للاستخدام الرسمي فقط». والوثيقة التي حصلت عليها بلومبيرج تقدم أول تقدير شامل حتى عام 2077 لأكثر برامج أسلحة البنتاجون كلفةً، منذ خضوعها لعملية إعادة تنظيم كبيرة عام 2012، حيث تُقدر الكلفة الإجمالية لـ «دورة حياة» إف-35 بنحو 1.727 تريليون دولار، بالسعر الحالي للدولار. ومن بين هذه الكلفة، 1.266 تريليون دولار لتشغيل ودعم الطائرة المتقدمة.
وحسب «كريس شيروود» المتحدث باسم البنتاجون في رسالة بالبريد الإلكتروني، فإن العجز المتوقع هو «قضية ستُعالج» أثناء الاستعداد لخطة ميزانية الدفاع للسنوات الخمس المقبلة، وأن الوزارة لديها طائفة من الخيارات تتعلق ببرنامج إف-35، وستنظر في هذه القضايا. وذكر «شيروود» أن العجز يطال الأبحاث والتنمية والإنشاء العسكري، والشراء، وتشغيل النظام والصيانة. ويرى أن الزيادة المتوقعة في الكلفة ليست بسبب أي زيادة متوقعة كبيرة في ثمن الطائرة. فالواقع أن مكتب تحليل الكلفة يتوقع أن ينخفض متوسط كلفة شراء طائرة إف-35، بما في ذلك المحركات، من مبلغ متوقع يصل إلى 109 ملايين دولار إلى 101.3 مليون دولار، بسعر الدولار لعام 2012. وفي المقابل، وجدت وحدة التحليل أن كلفة الدعم المقدرة تلك، بمجرد إنتاج الطائرات، زادت نحو 7% على تقدير عام 2012.
وهذا سيمثل تحدياً كبيراً في الميزانية للرئيس التالي، سواء أعيد انتخاب دونالد ترامب، أو فاز المرشح «الديمقراطي» جو بايدن بالانتخابات. ويتوقع البنتاجون ميزانية ثابتة، دون زيادة فعلية، حتى السنة المالية 2023 على الأقل. وفي الوقت نفسه، يعزز البنتاجون التحديث المكلف لنظم الأسلحة النووية وبناء السفن، وينتقل ببرنامج إف-35 إلى الإنتاج الكامل في مارس المقبل. والخطة الخمسية الحالية تدعو إلى طلب تمويل 96 طائرة بحلول عام 2025، بدلاً من 79 طائرة تم المطالبة بتمويلها في السنة المالية لعام 2021.
*صحفي متخصص في شؤون الأمن القومي
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»