منهج الشيخ زايد في بناء دولة الاتحاد
«إن المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، قائد امتزج تاريخه بوطنه، ويعود إليه الفضل، بعد الله سبحانه وتعالى، في انتقال ذلك الوطن من مجرد فكرة إلى حقيقة واقعة ننعم جميعا بوجودها، ونتشرف بالانتماء إليها»، تلك هي مقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في مقدمة إصدار بعنوان (منهج الشيخ زايد في بناء دولة الاتحاد) من تأليف سعادة الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي، مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، والذي يضع المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، ضمن أفضل القادة العظام الذين قاموا ببناء الأمم.
والأمر اللافت للنظر، أنه بالرغم من التحديات التي واجهت الشيخ زايد، طيب الله ثراه، عند إنشاء دولة الاتحاد، إلا أنه استعان بقوة إيمانه بالله أولا ثم بصبره ورؤيته الثاقبة الاستثنائية وسماته القيادية للتغلب على تلك التحديات. ويعرض المؤلف أهم مقومات القيادة التي تمتع بها الشيخ زايد، رحمه الله، والتي كانت متجذرة في شخصيته منذ مولده بجانب بعض السمات الأخرى التي اكتسبها طيب الله ثراه من خلال خبراته ومراحل حياته المختلفة. ويستعرض الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي تلك المقومات وفي مقدمتها «الكاريزما» والتي شهدها وأكد عليها جميع من عايش الشيخ زايد طيب الله ثراه والذي امتلك الشجاعة والقدرة على الإقناع والاستماع الجيد إلى الرأي الآخر والمرونة والكرم والشجاعة والصبر والقوة والبساطة والتواضع والمرونة بجانب الحزم والهيبة وتميزه منذ صباه بأنه صاحب «عقل أكبر من سنه» مما جعل الشعب يتجمع حوله رحمه الله. أما الصفة القيادية الثانية التي تمتع بها الشيخ زايد طيب الله ثراه فكانت «امتلاك الحلم والإصرار على تحقيقه» وهو تحقيق الوحدة بين الإمارات بجانب وضعها ضمن مصاف البلاد المتقدمة على المستويات الاقتصادية والصحية والتعليمية وغيرها. ثم تأتي صفة «الباب المفتوح» مع الشعب والتي طالما آمن بها الشيخ زايد، طيب الله ثراه، منذ أن كان ممثلا لحاكم أبوظبي في العين وحتى عند ما أصبح رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة. أما الصفة الرابعة فكانت: «القيادة في خدمة الشعب»، حيث كان رحمه الله يرى دائماً أن القيادة واجب ومسؤولية تجاه الشعب قبل أن تكون سلطة الأمر الذي أدى إلى تلاحم القيادة والشعب في كيان واحد متكامل. أما الصفة القيادية الخامسة التي تمتع بها الشيخ زايد، طيب الله ثراه، كانت «الوعي بتجارب التاريخ»، والتي تعلم منها، رحمه الله، الدروس والعبر وأسست رؤيته، طيب الله ثراه، وفلسفته في بناء الدولة. ثم يختم الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي مؤلفه باستعراض أهم الأسس والمقومات التي بنى عليها الشيخ زايد، رحمه الله، دولة الإمارات العربية المتحدة وتضم الوحدة والإنسان هو أساس البنيان، والعلم والأصالة والمعاصرة، والتنمية المتوازنة بجانب الجيش القوي لحماية المكتسبات والسياسة الخارجية المتوازنة.
ذلك هو منهج الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في بناء دولة الاتحاد، والذي أكد عليه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، عندما قال:
«إننا قمنا بإرشادات مؤسس هذا البلد والدنا صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ونفذنا أوامره التي كانت تصدر لمصلحة الشعب، فبعد أن أعلن كلمته المشهورة لا فائدة من المال إذا لم يسخر لمصلحة الشعب قامت الأعمال على قدم وساق».
*باحث إماراتي