عبدالله أبوضيف (عدن، القاهرة)
تشكل جماعة «الحوثي» تهديداً على اليمن ودول المنطقة، وامتد خطرهم إلى العالم أجمع من خلال استهداف السفن التجارية في البحر الأحمر. ويُناقش الكونغرس الأميركي حالياً مشروع قانون لتصنيف جماعة «الحوثي» كـ«منظمة إرهابية أجنبية»، في خطوة مرتقبة تمثل إجراءً ضرورياً للضغط على الجماعة وداعميها، والحد من قدرتهم على مواصلة جرائمهم. وأصدر مجلس الأمن الدولي قراراً مؤخراً يدين الهجمات الإرهابية للحوثيين في البحر الأحمر.
وقال الحقوقي اليمني، محمد علي علاوي، إن المجتمع الدولي شهد خطوة مهمة بإدانة جرائم الحوثيين، حيث صوّت مجلس الأمن على مشروع قرار يدين الهجمات التي تنفذها الجماعة في البحر الأحمر، والتي تهدد خطوط الملاحة الدولية وتمثل انتهاكاً صارخاً للقوانين الدولية والأمن الإقليمي.
وأوضح علاوي لـ«الاتحاد» أن هذه التحركات تؤكد الطبيعة العدائية والإرهابية لهذه الجماعة، وضرورة التحرك الدولي الفوري للتصدي لها، مشيراً إلى أن هذه الجرائم ليست فقط استهدافاً لدولة بعينها، بل تهديد شامل للأمن والسلم الدوليين.
وأشار إلى أن هذه الخطوة تأتي بالتزامن مع الجهود الشعبية والمجتمعية في المهجر، حيث نظمت الجالية اليمنية في نيويورك بالتعاون مع رابطة «معونة لحقوق الإنسان» وقفة احتجاجية يوم 14 يناير الجاري أمام مقر الأمم المتحدة، للتنديد بالجرائم الحوثية ضد المدنيين، وطالب المشاركون بتصنيف الحوثيين منظمةً إرهابيةً، ومحاسبة داعميها الذين يوفرون لها الدعم العسكري والمالي لتوسيع دائرة زعزعة استقرار المنطقة والعالم.
وأضاف علاوي أن «الكونغرس الأميركي يُناقش حالياً مشروع قانون لتصنيف جماعة الحوثيين منظمةً إرهابيةً أجنبية، بعد ممارساتها وجرائمها التي تطال الملاحة العالمية»، معتبراً أن الجهود الدولية، عبر قرارات مجلس الأمن الدولي أو تشريعات الكونغرس، تُظهر التزام العالم بمواجهة الإرهاب الحوثي، والوقوف بجانب الشعب اليمني الذي يعاني الويلات، وتمارس الجماعة ضده أبشع انتهاكات لحقوق الإنسان. وجدد علاوي الدعوة للمجتمع الدولي إلى مواصلة الضغط على داعمي الحوثيين، لضمان إنهاء هذه الجرائم وتحقيق العدالة للشعب اليمني ولضحايا الانتهاكات الحوثية في المنطقة.
بدوره، اعتبر المحلل السياسي اليمني، محمود الطاهر، الحوثيين بأنهم «إرهابيون» وأن الجماعة تحوز تقنيات عسكرية متقدمة، بما في ذلك الأسلحة الباليستية والمتفجرات والألغام البحرية وطائرات دون طيار.
وقال الطاهر لـ«الاتحاد» إن «الموقف الدولي من الإرهاب الحوثي المستمر يجب أن يكون حاسماً ومتحداً»، مشدداً على «ضرورة تحديث الاستراتيجية الأميركية لمكافحة الإرهاب في اليمن والمنطقة ومواجهة التهديدات بشكل فعال، ويشمل ذلك تعزيز الشراكات مع الحكومات الصديقة وتعزيز دورها في تشكيل أجندة لمكافحة الإرهاب».
وأشار إلى أنه «من المهم أيضاً أن ندرك أن مكافحة الإرهاب ليست مجرد مسألة فنية، ولكنها تنفذ في سياق سياسي - اجتماعي، ويجب على المجتمع الدولي أن يعامل الحوثيين كتهديد إرهابي خطير، وأن يتعاون لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة».
وقال إن «الحوثيين يشكلون تهديداً عالمياً، وبالتالي يجب عدم السكوت لهم، ويجب عدم الدخول معهم في حوارات تفضي لتنفيذ مطالبهم، لأنهم من خلال ذلك يشكلون تهديداً على دول المنطقة، ولن تفيد معهم الضمانات التي يتم الحديث عنها».