حسن الورفلي (غزة، الدوحة، القاهرة)

توصلت إسرائيل وحركة «حماس»، اليوم، إلى اتفاق على وقف إطلاق النار، وتبادل رهائن محتجزين في قطاع غزة، ومعتقلين فلسطينيين، بعد أكثر من 15 شهراً من حرب دامية، وفق ما أفادت مصادر مطلعة في الدوحة.
وقال مصدر مطلع على المفاوضات: «تمّ التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الأسرى، على أن يبدأ يوم الأحد القادم».
في واشنطن، أكد مسؤول أميركي التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. وجاء الإعلان بعدما أفاد مصدر مطلع بأن رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني التقى بمفاوضي «حماس» في مكتبه في مسعى أخير لإنجاز الاتفاق.
وقبل وقت قصير من الإعلان، أشاد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب بالتوصل إلى اتفاق قبل 5 أيام فقط من عودته إلى السلطة.
وكتب على صفحته على موقع «تروث سوشال» للتواصل الاجتماعي: «لدينا اتفاق بشأن الرهائن في الشرق الأوسط، سيتم إطلاق سراحهم قريباً، شكراً لكم». وأكدت مصادر أمنية مصرية في تصريحات لـ «لاتحاد» أن التنسيق جارٍ لفتح معبر رفح أمام إدخال المساعدات الدولية لدعم أهالي القطاع، وتحسين أوضاعهم المعيشية. 
كما أشارت المصادر إلى استعداد مصر لإدخال أكبر قدر ممكن من المساعدات الإنسانية إلى القطاع. وقبل أيام قليلة من عودة ترامب إلى البيت الأبيض في 20 يناير، تكثفت المباحثات غير المباشرة في الدوحة من أجل التوصل إلى هدنة مصحوبة بالإفراج عن رهائن محتجزين في قطاع غزة منذ هجوم السابع من أكتوبر 2023 الذي تسبب باندلاع الحرب.
وكانت قطر التي تقوم بدور الوساطة، إلى جانب مصر والولايات المتحدة، أكدت أمس الأول، أن المفاوضات باتت في مراحلها النهائية، وأن العقبات الأخيرة التي تعترض التوصل إلى اتفاق «تمت تسويتها».
ومن بين النقاط الشائكة في الجولات المتعاقبة من المحادثات، كانت الخلافات حول استمرار أي وقف لإطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية، وحجم المساعدات الإنسانية للأراضي الفلسطينية.
وأوردت وسائل إعلام مصرية أن الاتفاق الإطاري الذي تم التوصل إليه مكوّن من ثلاث مراحل مترابطة، يتم تنفيذ المرحلة الأولى منها خلال 42 يوماً.
وأوضحت أن المرحلة الأولى تتضمّن التوقّف المؤقت عن العمليات العسكرية من جانب الطرفين، مع انسحاب إسرائيلي شرقاً، وبعيداً عن المناطق المكتظة بالسكان، لتتمركز على الحدود في جميع مناطق قطاع غزة. 
كما يشمل توقفاً مؤقتاً للطيران الحربي الإسرائيلي والاستطلاعي بغزة يومياً لمدة 10 ساعات.
ويعارض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أي دور للحركة بعد الحرب.
وخطف 251 شخصاً في الهجوم، ما زال 94 منهم محتجزين في قطاع غزة، فيما أعلن الجيش مقتل أو وفاة 34 منهم. 
وقُتل أكثر من 46707 فلسطينيين، معظمهم من المدنيين النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية، وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.
ومنذ اندلاع الحرب، لم يتم التوصل سوى إلى هدنة واحدة، استمرت أسبوعاً في نهاية نوفمبر 2023، واصطدمت المفاوضات غير المباشرة التي تجري منذ ذلك الحين بتصلب الطرفين.
لكن الضغوط الدولية اشتدت للتوصل إلى اتفاق مع اقتراب عودة ترامب إلى البيت الأبيض، وهو توعد بتحويل المنطقة إلى «جحيم» في حال عدم الإفراج عن الرهائن بحلول تنصيبه.
وفور الإعلان عن الاتفاق، بدأ آلاف الفلسطينيين في أنحاء مختلفة من قطاع غزة يحتفلون.
وقال شهود عيان إن آلاف الفلسطينيين خرجوا في مناطق عدة في القطاع وهم يرددون هتافات، بينما أطلقت السيارات أبواقها.
وأكد عضو المجلس المركزي الفلسطيني، وليد العوض، في تصريح لـ «الاتحاد» أن الشعب الفلسطيني يرحب بكل اتفاق يؤدي إلى وقف الحرب في قطاع غزة، وتجنيب المزيد من القتل والدمار، ووقف مخطط التهجير وإعادة النازحين إلى بيوتهم، وفتح الأفق لانسحاب إسرائيل من القطاع، والإفراج عن الأسرى الفلسطينيين. 
وأشاد وليد العوض بالاتفاق، مرجحاً أن يشهد عقبات وعراقيل، خاصة في المرحلة الثانية إذا لم يتمكن الفلسطينيون من ترتيب الأمور والابتعاد عن «الفئوية» فيما يتعلق بتولي مسؤولية القطاع كجزء من أراضي دولة فلسطين.