أحمد شعبان (القاهرة)

حذر خبراء في الشأن الأفريقي والإرهاب الدولي، من خطر تمدد وتصاعد الجماعات الإرهابية في منطقة الساحل في غرب أفريقيا وخاصة في بوركينا فاسو ومالي، اللتين شهدتا هجمات كبيرة خلال الفترة الماضية رغم إنشاء اتحاد كونفدرالي بالشراكة مع النيجر للتعاون العسكري والأمني.
واعتبر الباحث في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي منير أديب أن التنظيمات الإرهابية تنفذ استراتيجية خاصة مبنية على العنف، وإثارة الفوضى والاضطرابات، وهو جزء من مفهومها وعقيدتها.
وأوضح أديب في تصريح لـ«الاتحاد» أن التنظيمات الإرهابية في بوركينا فاسو لا تستطيع أن تسيطر ولا أن تصل إلى ما تهدف إليه إلا من خلال القوة العسكرية والعمليات، وتنفيذ حوادث إرهابية، بهدف إسقاط النظام السياسي القائم وهز أركان البلاد أملاً في الوصول إلى السلطة.
وأضاف أن هناك أسباباً كثيرة لتنامي وتصاعد التنظيمات الإرهابية في بوركينا فاسو، مثل الفقر، والتنقل مع عدم تأمين الحدود، وبالتالي تتحرك التنظيمات بأريحية، ما يؤدي هذا إلى دعم الجماعات لبعضها خاصةً في مالي، والنيجر، وبوركينا فاسو، ويؤثر على أمن القارة، بجانب ضعف التنمية وقلة الوعي، وضعف الجيوش الوطنية والأنظمة السياسية وعدم الاستقرار.
وأشار أديب إلى أن المجتمع الدولي بات مشغولاً بالحروب والصراعات مثل الحرب الأوكرانية المستمرة منذ أكثر من عامين، والحرب الإسرائيلية في غزة بالإضافة إلى الأوضاع في اليمن وسوريا والعراق والسودان، مشدداً على أن هذا المناخ أثر على الجهود الدولية في مكافحة الإرهاب، مطالباً المجتمع الدولي بالتفرغ لمواجهة خطر التنظيمات المتطرفة في القارة السمراء وفي دول الساحل والصحراء على وجه التحديد، ومنها مالي.
من جانبه، ذكر مساعد وزير الخارجية الأسبق، نائب رئيس المجلس المصري للشؤون الأفريقية، السفير الدكتور صلاح حليمة، أن بوركينا فاسو من أكثر دول الساحل الأفريقي التي تواجه نشاطاً إرهابياً متصاعداً منذ انسحاب القوات الفرنسية.
وأشار السفير حليمة في تصريح لـ«الاتحاد» إلى أن انسحاب القوات الفرنسية وموقف مجموعة «إيكواس» والاتحاد الأفريقي من دول الساحل، أوجد فراغاً أمنياً وعسكرياً، ولم يكن في مقدور السلطات في بوركينا فاسو، أن تملأ هذا الفراغ.