بيروت (الاتحاد)

كشف رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، أمس، عن اتصالات دبلوماسية مكثفة لوقف الخروقات الإسرائيلية لقرار وقف إطلاق النار والانسحاب من بلدات لبنان الحدودية.
وبحسب بيان لرئاسة مجلس الوزراء اللبنانية، أكد ميقاتي أمام زواره أمس، أن الاتصالات الدبلوماسية مستمرة وتكثفت بالأمس لوقف الخروقات الإسرائيلية لقرار وقف إطلاق النار والانسحاب من البلدات اللبنانية الحدودية.
وقال: «لقد شدّدنا في هذه الاتصالات على أولوية استتباب الأوضاع لعودة النازحين إلى بلداتهم ومناطقهم وتوسعة انتشار الجيش في الجنوب».
وأضاف ميقاتي أن إعلان قيادة الجيش الحاجة إلى تطويع جنود متمرّنين في الوحدات المقاتلة في الجيش يندرج في سياق تنفيذ قرار مجلس الوزراء بزيادة عديد الجيش لتعزيز انتشاره في مختلف مناطق الجنوب.
في غضون ذلك، أعربت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، أمس، عن قلقها من انهيار اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، واصفة إياه بالهش، بعد تصاعد التوتر بين إسرائيل وجماعة «حزب الله» اللبنانية، خلال الأيام التي أعقبت دخول الاتفاق حيز التنفيذ، بحسب ما ذكره مسؤولون أميركيون لموقع «أكسيوس».
وأفاد الموقع بأن الإدارة أعربت للمسؤولين الإسرائيليين عن قلقها، ونقلت عن مسؤول أميركي لم تسمه، قوله: «الإسرائيليون يلعبون لعبة خطيرة في الأيام الأخيرة». 
لكن المتحدث باسم البيت الأبيض، جون كيربي، قال للصحافيين، أمس، إن الضربات المتقطعة التي تم شنها في الأيام الأخيرة كانت مُتوقَعة، مضيفاً: «شهدنا انخفاضاً كبيراً في العنف، إلا أن آلية المراقبة تعمل بكامل قوتها، وبشكل عام، وقف إطلاق النار مازال صامداً». 
من جانبه، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، أمس، إنه إذا انهار وقف إطلاق النار، فلن نفرّق بين لبنان والجماعة، حاثاً الحكومة اللبنانية على تفويض الجيش اللبناني للقيام بدوره. 
وهدد كاتس، «إذا انهار وقف إطلاق النار، فلن يكون هناك أي استثناء للدولة اللبنانية، إذا كنا حتى الآن نفرق بين لبنان و(حزب الله)، فلن يظل الوضع هكذا».
 في غضون ذلك، أعلنت وزارة الصحة اللبنانية، أمس، مقتل ستة أشخاص في غارة إسرائيلية على  بلدة في جنوبي البلاد. وقال مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة، في بيان صحفي، إن غارة إسرائيلية على بلدة حاريص في محافظة جبل لبنان، أدت في حصيلة محدثة إلى مقتل ستة أشخاص وإصابة آخرين بجروح. 
وتحدث مستشار الرئيس بايدن آموس هوكستين، الذي توسط في وقف إطلاق النار، إلى مسؤولين إسرائيليين خلال عطلة نهاية الأسبوع، معرباً عن قلقه بشأن الضربات المستمرة في لبنان، حسبما قال مسؤولون أميركيون لموقع «أكسيوس»  
وأضاف المسؤولون أن هوكستين أبلغ الإسرائيليين، أنه يجب عليهم إفساح المجال لآلية مراقبة وقف إطلاق النار لتبدأ في العمل. 
في الأثناء، قال مصدران سياسيان لبنانيان، أمس، إن اثنين من كبار المسؤولين اللبنانيين طالبا واشنطن وباريس بالضغط على إسرائيل للالتزام بوقف إطلاق النار بعدما شنت عشرات العمليات العسكرية على الأراضي اللبنانية.
وقال المصدران إن رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري، الحليف، والذي تفاوض باسم لبنان من أجل التوصل للاتفاق، تحدثا إلى مسؤولين في البيت الأبيض والرئاسة الفرنسية في وقت متأخر أمس، وعبرا عن قلقهما بشأن وضع وقف إطلاق النار.
وتحدث وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو إلى نظيره الإسرائيلي جدعون ساعر، أمس، وأكد ضرورة التزام الطرفين بوقف إطلاق النار. 
ويلزم اتفاق وقف إطلاق النار، الذي دخل حيز التنفيذ يوم 27 نوفمبر الماضي، إسرائيل بوقف عمليتها العسكرية الهجومية في لبنان في حين يفرض على لبنان منع الجماعات المسلحة من شن هجمات على إسرائيل. كما ينص الاتفاق على أن تنسحب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان خلال 60 يوماً.
وتتولى لجنة مراقبة، برئاسة الولايات المتحدة، مسؤولية متابعة الهدنة والتحقق من التزام الطرفين بها والمساعدة في تطبيقها لكنها لم تبدأ العمل بعد.