أحمد شعبان (غزة)

دعت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» إلى إنقاذ شمال قطاع غزة المحاصر من «مجاعة وشيكة»، مشيرةً إلى أن إسرائيل تستخدم الجوع سلاح حرب، وتحرم سكان الشمال من الغذاء الأساسي، جاء ذلك فيما توالت المناشدات من شمال القطاع لتوفير إمدادات طبية أساسية وخدمات الإسعاف والمستلزمات الطبية مع بدء ظهور حالات مقلقة من سوء التغذية والمجاعة.
وطالب المدير العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، فيليب لازاريني، بضرورة وجود الإرادة السياسية للقضاء على الجوع في شمال قطاع غزة المحاصر، حيث قد تكون المجاعة وشيكة في الأيام المقبلة، إذا لم يتم اتخاذ أي إجراء، وفقاً لآخر تقرير صادر عن لجنة التحقيق في المجاعة.
وكتب لازاريني على حسابه على موقع «إكس» أمس: «ما يُسمح بدخوله إلى غزة ليس كافياً، ما يزيد قليلاً على 30 شاحنة في المتوسط ​​يومياً، وهو ما يمثل ما يزيد قليلاً على 6% من الاحتياجات اليومية، الأمر الأكثر إلحاحاً لاتخاذ قرارات سياسية تسمح بدخول القوافل إلى شمال غزة بشكل منتظم ودون انقطاع».
وأشار لازاريني إلى أن «إسرائيل تستخدم الجوع سلاح حرب، وتحرم سكان شمال غزة من الغذاء الأساسي، حتى تلك اللازمة للبقاء على قيد الحياة».
بدوره، دعا مدير مستشفى «كمال عدوان»، حسام أبو صفية، أمس، لتوفير الإمدادات الأساسية وخدمات الإسعاف والمستلزمات الطبية، مع بدء ظهور حالات مقلقة من سوء التغذية والمجاعة بين الأطفال والبالغين في ظل تواصل الحصار الإسرائيلي لشمال القطاع.
وتحدث أبو صفية في بيان، عن المعاناة التي يواجهونها في توفير حتى وجبة واحدة في اليوم لعمال المستشفى الواقع بمحافظة شمال قطاع غزة، وسط نقص حاد في المواد الغذائية واللوازم الطبية.
وأضاف أنهم بدؤوا يلاحظون ظهور حالات مقلقة من سوء التغذية والمجاعة في المنطقة شمال غزة، وأنهم يعانون في صمت نتيجة الجرائم الإسرائيلية التي تُرتكب ضدهم.
ووصف مدير المستشفى ما تقوم به إسرائيل من حرب إبادة «بالهجوم المنهجي على نظامهم الصحي، حيث تفقد أرواح كل يوم بسبب نقص الرعاية المتخصصة والموارد»، حسب البيان.
وفي سياق متصل، حذر محللون وخبراء فلسطينيون من كارثة إنسانية تهدد غزة بسبب دخول فصل الشتاء وتلف خيام النازحين، ما يفاقم من الأزمات التي يعاني منها الشعب الفلسطيني بسبب استمرار الحرب.
وأوضح الباحث الفلسطيني وأستاذ العلوم السياسية، الدكتور محمد خالد الأزعر، أن مقدمات فصل الشتاء بدأت بالفعل، من البرد والأمطار الغزيرة في ظل عدم توافر أدنى مقومات الحياة، وبنية تحتية غير صالحة للمعيشة بعد تدمير 70% منها، ولا يوجد صرف صحي ولا ماء نظيف، ولا بيوت تحمي السكان من البرد، واصفاً الوضع هناك بأنه «فوق المأساوي».
وقال الأزعر لـ«الاتحاد»، إن الأسر الفلسطينية تستقبل فصل الشتاء هذا العام في ظل هذا الوضع المؤلم والمتدهور، مطالباً بوقفة جادة من المنظمات الدولية لوقف الحرب المستمرة لأكثر من عام.
من جهته، قال سفير فلسطين السابق في القاهرة، بركات الفرا، إن هذا ثاني فصل شتاء يمر على سكان غزة في ظل هذا الوضع المأساوي، بعد تهجير العائلات وإجبارها على النزوح من مكان لآخر أكثر من 10 مرات، وهذا في حد ذاته معاناة لا يتحملها بشر.
وأوضح الفرا لـ«الاتحاد»، أن قلة المساعدات التي تدخل غزة بسبب الحصار، فاقمت الأزمة الإنسانية مع هذا الوضع المأساوي.
وطالب الفرا بتوفير الاحتياجات ومقومات الحياة لسكان غزة، خاصة الخيام، بديلة عن التي تمزقت للحماية النسبية من برودة الجو.