عبدالله أبوضيف (واشنطن، القاهرة) 

يترقب العالم الإعلان الرسمي لنتائج انتخابات الرئاسة الأميركية بعد إغلاق صناديق الاقتراع أمام الناخبين، في ختام حملة رئاسية محتدمة على نحو غير مسبوق في الولايات المتحدة، بين الديمقراطية كامالا هاريس والجمهوري دونالد ترامب، للفوز في السباق المحموم إلى البيت الأبيض.
وتوجه ملايين الأميركيين أمس، لمراكز الاقتراع للاختيار بين مرشحين يقفان على طرفي نقيض.
وقالت المحللة السياسية المختصة في الشؤون الأميركية إيرينا تسوكرمان، إن الانتخابات الأميركية لها تأثير كبير على السياسة العالمية والاقتصاد الدولي، حيث تتمتع الولايات المتحدة بنفوذ واسع في مجالات متعددة تشمل الأمن، التجارة، السياسة الخارجية، والتكنولوجيا، مشيرة إلى أن إعلان فوز ترامب أو هاريس سيكون له أثر مختلف في التعامل مع القضايا العالمية مثل تغير المناخ، والسياسات التجارية، والنزاعات الإقليمية، والتحالفات الدولية.
وأوضحت أن الساكن الجديد للبيت الأبيض ستكون بانتظاره ملفات شائكة، لاسيما فيما يتعلق بالأزمات العالمية، وفي مقدمتها الحرب في غزة ولبنان وأوكرانيا، إذا يترقب كثيرون تنفيذ وعود وقف إطلاق النار وإنهاء الحروب وتحسين الأوضاع الإنسانية في مناطق النزعات كافة، خصوصاً قطاع غزة.
وشهد السباق نحو البيت الأبيض أحداثاً غير مسبوقة، إذ تعرض ترامب لمحاولتي اغتيال، وانسحب الرئيس جو بايدن فجأة لتدخل نائبته هاريس المنافسة، لكن يصعب التكهن بنتيجته حتى بعد إنفاق مليارات الدولارات خلال شهور من الحملات الانتخابية المحمومة.
وألمحت حملة ترامب إلى أنه قد يعلن النصر بنهاية يوم الانتخابات حتى رغم عدم إكمال فرز ملايين الأصوات مثلما فعل قبل أربعة أعوام، وقال الرئيس السابق مراراً إن أي هزيمة يُمنى بها لن تحدث إلا نتيجة تزوير واسع مكرراً بذلك ادعاءات أطلقها في 2020.
كما أعلن المرشح الجمهوري أنه «واثق للغاية» بالفوز في الانتخابات بعدما أدلى بصوته في فلوريدا، مضيفاً في مركز اقتراع في وست بالم بيتش، أن الجمهوريين لديهم تقدم كبير. 
وكتب ترامب على موقع «إكس»: «الحماس للتصويت في أقصى درجاته، هذا يعني أن الطوابير ستكون طويلة! أريدكم أن تدلوا بأصواتكم مهما استغرق الأمر، ابقوا في الطابور».
من جانبها، حضت كامالا هاريس الأميركيين على «الإدلاء بأصواتهم» في الانتخابات الرئاسية، وتابعت قائلة «أشجع الجميع على إنجاز المهمة، اليوم يوم التصويت»، مشيرة إلى الرؤيتين المختلفتين تماماً لمستقبل الأمة المطروحتين على الناخبين. والنتائج النهائية التي تحدد الفائز لن تعلن قبل أيام إذا جاء الفارق بين الأصوات ضئيلاً في ولايات محورية كما هو متوقع. وبغض النظر عمن سيفوز في السباق إلى البيت الأبيض فسيكون الحدث تاريخياً.
فهاريس (60 عاماً)، أول امرأة تشغل منصب نائب الرئيس، ستصبح إذا فازت أول امرأة وأول أميركية تنحدر أصولها من جنوب آسيا وجامايكا تصل إلى كرسي الرئاسة.
أما ترامب البالغ من العمر 78 عاماً، فولايته الرئاسية السابقة شهدت أول مساءلة مرتين لرئيس في المنصب، كما أنه أول رئيس سابق يدان بتهمة جنائية، وإن فاز فقد يصبح أول رئيس يفوز بولايتين غير متعاقبتين في أكثر من 100 عام.
وأظهرت استطلاعات الرأي في الأيام الأخيرة من الحملة الانتخابية تقارب المرشحين بشدة في سبع ولايات متأرجحة ستحدد في الأغلب الفائز، وهي أريزونا وجورجيا وميشيجان ونيفادا ونورث كارولينا وبنسلفانيا وويسكونسن.
وفي استطلاع أجرته «رويترز/إبسوس»، ظهرت فجوة كبيرة في مواقف الجنسين من المرشحين، إذ جاءت هاريس في الصدارة بين النساء بنحو 12 نقطة مئوية وتفوق ترامب بين الرجال بسبع نقاط مئوية.
يعكس هذا التنافس المحتدم استقطاباً حاداً في الولايات المتحدة ازداد ضراوة خلال الحملة الانتخابية، فاستخدم ترامب لهجة نارية تميل للتهويل، بينما حذرت هاريس من أن حصول ترامب على ولاية ثانية سيقوض أسس الديمقراطية الأميركية.
وثمة معركة أخرى لا تقل أهمية، إذ صوت ملايين الأميركيين في معركة شرسة، يتنافس فيها الحزبان الديمقراطي والجمهوري على جميع مقاعد مجلس النواب البالغ عددها 435 مقعداً، وكذلك على ثُلث مقاعد مجلس الشيوخ، أي 34 مقعداً من أصل 100.
لكن الطريق ممهد أمام الجمهوريين أكثر في مجلس الشيوخ، حيث يدافع الديمقراطيون عن عدة مقاعد في ولايات تميل عادة لتأييد الجمهوريين بينما يبدو التنافس متقارباً للغاية في مجلس النواب.
وأمضى المرشحان عطلة نهاية الأسبوع الأخيرة من الحملة الانتخابية في جولات بالولايات المتأرجحة في محاولة لكسب كل صوت ممكن.
ونظم ترامب التجمع الانتخابي الأخير له ليل الاثنين في جراند رابيدز في ولاية ميشيجان، أما هاريس، فحضرت تجمعين انتخابيين في بيتسبرج وفيلادلفيا بولاية بنسلفانيا.
وأدلى أكثر من 80 مليون أميركي بالفعل بأصواتهم في الاقتراع المبكر عبر البريد الإلكتروني أو شخصياً، وذلك وفقاً لما أعلنه مختبر الانتخابات التابع لجامعة فلوريدا.