عبدالله أبوضيف (واشنطن)

مع انطلاق سباق الانتخابات الرئاسية الأميركية، تزداد التساؤلات حول كيفية تشكيل إدارة دونالد ترامب في حال فوزه مجدداً، فيما تشير التوقعات إلى أنه قد يعتمد بشكل كبير على مؤيديه الأوفياء، مما قد يؤثر على السياسات المتبعة، ومستقبل الإدارة الأميركية.
وحاولت المرشحة المنافسة كامالا هاريس استمالة أعضاء الحزب الجمهوري بإعلانها بشكل رسمي نيتها الاستعانة بكوادر جمهورية في إدارتها والتي من المرجح أن تستفيد منها بشكل رئيس سواء في البنتاجون أو الخارجية أو في وكالة المخابرات المركزية والقضاء.
وتصعب التكهنات بخصوص النتيجة النهائية لأصعب انتخابات تعيشها الولايات المتحدة الأميركية، في الوقت الذي تتقارب فيه نتائج استطلاعات الرأي بشدة بين هاريس وترامب، وسط حشد هائل من الحزبين واتهامات متبادلة. 
وأعرب الناشط في الحزب الجمهوري الأميركي في ولاية ميرلاند، باري دونيدو، عن توقعاته بشأن توجه ترامب في حال فوزه بأنه قد يلجأ للاعتماد بشكل أساس على أصحاب الولاءات الراسخة بدلاً من الاعتماد على «الترامبيين» التقليديين.
وأوضح دونيدو في تصريح لـ«الاتحاد» أن هذا التحول يعد خطوة طبيعية من ترامب الذي سيوجه نظره نحو الكوادر ذات الولاء القوي له مما قد يسهم في تحقيق استقرار داخل الدوائر المقربة من الرئاسة، معتبراً أن هذا التركيز على الولاءات قد يعزز قدرة ترامب على تنفيذ أجندته السياسية بكفاءة أكبر.
وأضاف أن هذا التغيير لا يعني تجاهل الكفاءات العالية بل على العكس، قد يستفيد ترامب من خبرات جديدة لدعم مسيرته الرئاسية المستقبلية، وشدد دونيدو على أهمية بناء فريق متماسك يجمع بين الولاءات الراسخة والقدرات المهنية لضمان أداء قوي ومستدام في حال عودته إلى البيت الأبيض مما يمنحه الفرصة لتنفيذ أجندته بكفاءة وفعالية.
وعلق ريتشارد بورتر، المحلل السياسي الأميركي على هذا الاتجاه المحتمل قائلاً، «إذا عاد ترامب إلى السلطة فإن التركيز على الولاء قد يؤدي إلى تشكيل إدارة تتمتع بالتجانس السياسي لكنها في الوقت نفسه قد تفتقر إلى التنوع الفكري»، لافتاً الى أن الاعتماد الكلي على الولاء قد يحد من قدرة الإدارة على اتخاذ قرارات استراتيجية تعتمد على خبرات متعددة، وهذا قد يؤثر سلباً على فعالية الحكومة في مواجهة التحديات المعقدة التي تواجه البلاد.
وشدد بورتر أيضاً على أن التحولات في السياسة الأميركية تحتاج إلى مزيج من الولاء والكفاءة، وإذا استطاع ترامب تحقيق التوازن بينهما، فقد يتمكن من تشكيل إدارة قادرة على التكيف مع المتغيرات السريعة في الساحة العالمية.