دينا محمود، أحمد شعبان (القاهرة، واشنطن)
أكد خبراء متابعون للماراثون الرئاسي الأميركي أن حملة المرشح الجمهوري دونالد ترامب، وجهت بوصلتها مؤخراً صوب ولايتيْ بنسلفانيا وجورجيا، في مسعى للإبقاء على تقدم طفيف لترامب هناك، على غريمته الديمقراطية كامالا هاريس، ما يعزز فرص الرئيس السابق في تحقيق حلمه في العودة إلى البيت الأبيض.
وكان ترامب قد فاز بدعم هاتين الولايتين في انتخابات 2016، التي أوصلته إلى المكتب البيضاوي، على حساب منافسته الديمقراطية آنذاك هيلاري كلينتون. 
لكن الملياردير الجمهوري خسر تأييد الناخبين هناك في الاقتراع التالي، ما أسهم في هزيمته في سباق 2020 أمام الرئيس الحالي جو بايدن. فالولايتان، اللتان تُصنَّفان من الولايات المتأرجحة، تُمثلان مُجتمعتيْن بـ 35 مندوباً من أصل 538 يتألف منهم المجمع الانتخابي، الذي ينبغي على المرشح الفائز في الانتخابات، الحصول على أصوات 270 منهم، لحسم المنافسة.
وفي حالة نيل ترامب دعم مندوبي بنسلفانيا وجورجيا الـ 35، سيزيد ذلك نصيبه المُرجح من أصوات المجمع الانتخابي، إلى 254 مندوباً على الأقل، بما يعني أن وصوله للنصاب اللازم للفوز، لن يتطلب منه سوى تأمين دعم ولايتيْن متأرجحتيْن صغيرتيْن، مثل أريزونا ونيفادا (11 مندوباً و6 مندوبين على الترتيب).
وفي تصريحات نشرتها صحيفة «نيويورك بوست» الأميركية، قال محللون سياسيون، إن التقدم الحالي للمرشح الجمهوري في بنسلفانيا وجورجيا، يعود إلى أن النسبة التي نجح في انتزاع تأييدها من الناخبين الذين صوتوا لبايدن عام 2020 في الولايتين، تفوق نظيرتها التي تمكنت هاريس من استقطابها، من بين من أدلوا بأصواتهم لصالحه هو نفسه هناك، قبل 4 سنوات.
فبحسب نتائج استطلاعات الرأي الحديثة، بات ترامب يحظى بتأييد 12% من أصوات من أيدوا بايدن في انتخابات 2020 في بنسلفانيا، و13% من دعم المنتمين للفئة نفسها في جورجيا. 
أما هاريس، فلم تنجح، حتى الآن، سوى في استقطاب أصوات 6% من مؤيدي ترامب قبل 4 سنوات في بنسلفانيا، و11% منهم في جورجيا.
ويعود ذلك، وفقاً للخبراء، إلى تركيز حملة المرشح الجمهوري على ملف التضخم وارتفاع تكاليف المعيشة، الذي يشكل بالنسبة لنصف سكان الولايتين تقريباً، القضية الأهم من بين الملفات المطروحة للنقاش في انتخابات 2024. 
ويستفيد ترامب، في هذا الصدد، من أن كثيراً من الناخبين المترددين، ينحون باللائمة في ارتفاع معدلات التضخم، على سياسات إدارة بايدن، التي تمثل المرشحة الديمقراطية ركناً رئيساً فيها.
وأوضحت الخبيرة في الشؤون الأميركية، وأستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأميركية بالقاهرة، الدكتورة نهى أبو بكر، أن بنسلفانيا ظلت لفترات طويلة ولاية محورية حاسمة في الانتخابات الرئاسية؛ لأنها تضم ناخبين لديهم مجموعة واسعة من الآراء السياسية.
 وأوضحت أبو بكر، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن بنسلفانيا تأتي في المرتبة الخامسة إلى جانب إلينوي بين الولايات الأميركية؛ لذلك تعد الأكثر أهمية بين الولايات المتأرجحة الأخرى التي تمتلك أصواتاً أقل في المجمع الانتخابي، ومن الصعب تعويضها بولاية أخرى إذا خسرها أي من المرشحين في السباق الرئاسي، ولهذا فهي تعد الجائزة الكبرى.
وأشارت أبو بكر إلى أن فوز بايدن بولاية بنسلفانيا في 2020، كان حاسما، وجعلته يتجاوز عتبة 270 صوتاً في المجمع الانتخابي اللازمة للفوز، وهي مسقط رأسه، مما يجعل ترامب حريصاً على توجيه حملته للتركيز عليها لتوقع التعاطف النسبي مع ولاية ولد فيها بايدن، وحصد أصواتها في الانتخابات السابقة.
وأوضحت أن «الولاية التي شهدت محاولة اغتيال ترامب الأولى، ما يجعله يجني الكثير من التعاطف من ناخبيها، خاصة وأنه أظهر عند محاولة الاغتيال ثباته النفسي وقدرته على التعامل بفاعلية مع الموقف؛ ولذا فهو يعمل على البناء على الأرضية التي اكتسبها لضمان الحصول على أصوات الولاية في المجمع الانتخابي».
من جهته، اعتبر نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية والسياسية، الدكتور عمرو هاشم ربيع، أن ترامب ركز خلال تجمعاته الانتخابية في ولاية بنسلفانيا على القضايا التي يتميز فيها عن هاريس، وخاصة قضية الهجرة غير الشرعية، وتأثيرها على الداخل الأميركي.
وقال ربيع لـ«الاتحاد»، إن المرشح الجمهوري يلقى دعماً كبيراً من جهات عدة، خاصة في ولايات الجنوب.