أكرم ألفي (القاهرة)
في الشمال الشرقي من الولايات المتحدة، ستحافظ ولاية ديلاوير الصغيرة على خيارها التاريخي بالتصويت للمرشح الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية، فهي تنحاز للون الأزرق منذ انتخابات 1992.
الأصوات الـ3 لديلاوير في المجمع الانتخابي ضمن الحصيلة المضمونة لكامالا هاريس في انتخابات 2024، فهي ضمن ما يعرف بحيز الشمال الشرقي الأزرق، فهذه الولاية معروفة بكونها أول الولايات التي انضمت للاتحاد الكونفيدرالي في 1787 وشاركت في جميع الانتخابات الرئاسية السابقة الـ59.
وفي القرن التاسع عشر انحازت ديلاوير إلى الحزب الجمهوري بسبب تأثير عائلة دو بونت الشهيرة على سياسات الولاية ونفوذها الاقتصادي والاجتماعي، ولكن مع تضاءل نفوذ هذه العائلة، سارت الولاية على طريق التأرجح بين الحزبين الكبيرين، حتى حسمت أمورها في بداية التسعينيات من القرن الماضي لصالح الحزب الديمقراطي.
وتعد ديلاوير ضمن الولايات التي تمثل حيزاً آمناً لكامالا هاريس، حيث تشير الاستطلاعات إلى تقدمها بنحو 15 نقطة عن المرشح الجمهوري دونالد ترامب، وهو ما يجعلها خارج حيز المفاجآت.
ديلاوير ولاية صغيرة لا يزيد عدد سكانها عن مليون نسمة ولكنها ضمن الولايات الأعلى كثافة من حيث السكان، فمساحتها لا تزيد عن 5 آلاف كيلو متر مربع «نحو 1.9 ألف ميل مربع».
تركيبة ديلاوير السكانية هي صورة مصغرة للتركيبة الديموجرافية الجديدة للولايات المتحدة، فالولاية تضم أغلبية بسيطة من البيض «60.6%» فيما ارتفع نسبة أصحاب الأصول الأفريقية إلى 23.6% من قاطنيها مقابل 10.1% من اللاتينيين «الهسبانيك» و4.2% من الآسيويين والباقي من الهنود الحمر وسكان آلاسكا ومتعددي الأعراق.
هذه التركيبة الديموجرافية تظللها ثقافة ليبرالية بسبب ارتفاع نسب الحاصلين على تعليم جامعي في هذه الولاية التي تعد مركزاً تجارياً ومركزاً للشركات، مما يدفع أصحاب الشهادات العليا للعمل بها، خاصة في مكاتب الشركات الكبرى التي تحرص على الوجود في الولاية التي تعد «حصناً آمناً» لها من قوانين الولايات الأخرى، فهنا أغلب السكان الناشطين اقتصادياً «18-64 عاماً» يعملون في الشركات والبنوك والرعايا الصحية والمؤسسات الحكومية.
لا يتحدث الكثيرون في ديلاوير عن الانتخابات فالأغلبية حسمت أمرها من وقت طويل للتصويت لصالح هاريس، ولكنها كولاية عادت لها الأضواء الانتخابية قبل أسبوع مع تصويت الرئيس الحالي جو بايدن قرب منزله في مدينة ويلمنجتون.
ولكن الوضع مختلف في انتخابات الكونجرس، فالمرشح الجمهوري إريك هانسن يسعى للحصول على معقد عن ولاية ديلاوير في مجلس الشيوخ، في ظل الصراع على مقعد السيناتور الديمقراطي المتقاعد توم كاربر، فهانسن يسعى للحصول على أول مقعد للجمهوريين عن الولاية الزرقاء منذ 2011.