أحمد شعبان (واشنطن، القاهرة)

تبذل حملة المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية، دونالد ترامب، جهوداً حثيثة لكسب أصوات الشباب خلال الانتخابات الأميركية المقرر إجراؤها في 5 نوفمبر الحالي، مع تحسن النتائج التي حققها ترامب مؤخراً وفق استطلاعات الرأي في الأوساط الشبابية خاصة في الولايات المتأرجحة، مثل بنسلفانيا، وويسكونسون، وأريزونا، وفي المقابل تبذل حملة المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس جهوداً كبيرة لاستمالة هذه الفئة المهمة، عبر لقاء الناخبين الشباب والمؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي.
وبحسب استطلاع حديث أجرته جامعة ماساتشوستس الأميركية، تميل فئة الشباب بين 18 إلى 29 عاماً إلى هاريس بنسبة 53% مقابل 36% لترامب، وأن 8 ولايات فقط شهدت تسجيل ناخبين تحت سن الثلاثين بأعداد أكبر من انتخابات 2020، حيث لا يوجد حماس كبير من هذه الفئة العمرية.
وقد شهدت الولايات الثماني زيادة في التسجيل عن الانتخابات الماضية، ومنها ميشيغان بنسبة 8%، تليها أوكلاهوما، وويست فيرجينيا، وكانساس، ونيفادا، وتكساس، وماساتشوستس، وتينيسي، وبالنسبة للتصويت المبكر في تسع ولايات رصدت أعمار المصوتين، حيث تشير البيانات إلى أن الناخبين بين 18-25 عاماً هم الشريحة الأقل تصويتاً بنسبة 6.8% من إجمالي المصوتين في هذه الولايات.
وأوضحت الخبيرة في الشؤون الأميركية، وأستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأميركية بالقاهرة، الدكتورة نهى أبو بكر، أن أصوات الشباب في أميركا لها تأثير كبير على الانتخابات الرئاسية، وقد كانت حملة الرئيس الأسبق باراك أوباما من أهم الحملات التي توجهت للشباب، واستطاعت حصد أصواتهم في معظم الولايات وخاصة المتأرجحة.
وذكرت أبوبكر، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن تأثير الشباب في الانتخابات الأميركية يكمن في زيادة نسبة المشاركة، خاصةً في الفئة العمرية بين 18 و29 عاماً، وهم يمثلون شريحة كبيرة من الناخبين، وعندما يتم تحفيزهم، يمكن أن تزداد نسبة مشاركتهم بشكل ملحوظ، مما يؤثر على النتائج النهائية.
وأشارت أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة، الدكتورة نورهان الشيخ، إلى أن ارتفاع تكاليف التعليم في أميركا وخاصة الجامعي تسبب مشكلة كبيرة لمعظم الشباب وعبئاً عليهم وسبباً رئيساً في أن عدداً كبيراً منهم لا يستطيعون تحمل نفقاته، وبالتالي لا يستكملون هذه المرحلة من التعليم، في ظل الأوضاع الاقتصادية المتردية التي يشهدها العالم.
وذكرت الشيخ، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن استطلاعات الرأي أظهرت أن ترامب متقدم بصورة كبيرة في الملف الاقتصادي، وبالتالي أصبح له جاذبية لقطاع كبير من الشباب، وخاصة بعد دعوته في ميشيغان للسلام وإنهاء الحروب، وكل هذه الأمور تهم المواطن الأميركي الذي يرى أن موارد الدولة تُستنزف خارجياً. 
وتوقعت الشيخ زيادة نسبة مشاركة الشباب في الانتخابات الأميركية ولكن ليست بالصورة الكبيرة، ولن تحصل طفرة كبيرة رغم الجهود التي يقوم بها المرشحان الجمهوري والديمقراطي لأن كليهما في سن متقدمة، ولا يشعر الشباب أن أحداً منهما فعل الكثير من أجلهم على أرض الواقع، ولا توجد سياسات فعلية. 
ووفق تقديرات مركز «سيركل» المتخصص في البحوث المتعلقة بالمشاركة المدنية، فإن أكثر من 40 مليون أميركي من أبناء الجيل «Z» وهم المواليد اعتباراً من العام 2000، من الفئة العمرية بين 18 عاماً و27 عاماً، يحق لهم التصويت في انتخابات 2024، حيث يبلغ 8.3 مليون أميركي عمر الثامنة عشرة اللازم للتصويت قبل انتخابات هذا العام.