دينا محمود (لندن، وكالات) 

شنت جماعة بوكو حرام الإرهابية، أمس، هجوماً على الجيش التشادي في منطقة بحيرة تشاد أسفر عن سقوط نحو أربعين قتيلاً، على ما أعلنت الرئاسة التشادية في بيان.
وتوجه الرئيس محمد إدريس ديبي إيتنو إلى موقع الهجوم وأطلق عملية «حسكانيت» لمطاردة المهاجمين وتعقبهم حتى مخابئهم الأخيرة، وفق المصدر ذاته.
ووقع الهجوم على جزيرة بركرم غرب نغوبوا بإقليم كايا قرب الحدود النيجيرية، بحسب المصدر نفسه.
وذكرت مصادر محلية أن ثكنة تضم أكثر من 200 جندي استهدفتها عناصر بوكو حرام وسيطرت عليها واستولت على أسلحة وأحرقت مركبات مجهزة بأسلحة ثقيلة قبل مغادرتها.
وكثيراً ما يُستهدف الجنود التشاديون بهجمات من جماعة بوكو حرام الإرهابية في منطقة بحيرة تشاد التي ينتشر فيها مقاتلو بوكو حرام أو تنظيم داعش الإرهابي.
وفي مارس 2020، قاد مقاتلو بوكو حرام هجوماً عنيفاً على قاعدة تشادية رئيسية في شبه جزيرة بوهوما، ما أسفر عن مقتل نحو مئة شخص، وهي أكبر خسائر يتكبدها الجيش التشادي على الإطلاق.
ورداً على ذلك، أطلقت الحكومة عملية «غضب بوهوما» ضد الإرهابيين قادها في حينها إدريس ديبي إتنو، والد الرئيس الحالي.
في الأثناء، حذر خبراء أمنيون، من خطورة محاولات تنظيمات إرهابية الظهور من جديد بشكل بارز على الساحة الإرهابية دولياً، خاصة داخل القارة الأفريقية، عبر تكثيف أنشطة الجماعات التي تدين لـ تنظيمي«داعش» و«القاعدة» الإرهابيين بالولاء.
وبحسب الخبراء، تعتمد التنظيمات في هذا الشأن، على شن اعتداءات داخل دول القارة، في محاولة للاستفادة من توتر الأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية، ما يخلق بيئة مواتية، لتلك الجماعات الناشطة هناك.
وتندرج هذه التحركات من جانب التنظيمات الإرهابية، في إطار خطة تستهدف إعادة إحياء جاذبيتها الإيديولوجية، وذلك في ظل هيمنة تنظيم «داعش» على المرتبة الأولى في هذا الصدد، منذ نحو عقد من الزمان، رغم فقدان ذلك التنظيم، معاقله الرئيسة في الشرق الأوسط.
وأكد الخبراء أن التصعيد الإرهابي في القارة الأفريقية، يهدد الأوضاع في تشاد ومالي وبوركينا فاسو بصفة خاصة، على ضوء أنها شهدت هجمات أودت بحياة مئات الأشخاص، غالبيتهم من المدنيين. 
ففي سبتمبر الماضي، استهدف إرهابيون، مدرسة تدريب لقوات نخبة شبه عسكرية، في العاصمة المالية باماكو وقاعدة عسكرية قريبة من المطار هناك، ما أسفر عن مقتل 70 شخصاً، وجرح 200 آخرين على الأقل.
وفي وقت سابق، أصدرت جماعة إرهابية، تحذيراً للحكومة المالية، من أن قواتها ستتعرض لهجمات أشد وطأة، وذلك بعد اعتداءين انتحاريين، استهدفا مطاريْ جاو وتمبكتو العسكرييْن، في شمال البلاد وشمالها الشرقي.
أما في بوركينا فاسو، فقد شنت الجماعات التابعة للقاعدة، هجمات في أغسطس وسبتمبر، طالت عناصر أمنية وقرويين عُزلا، ما أدى لمقتل أكثر من 400 قروي بجانب أعداد من العسكريين، ما شَكَل ضربة قوية لمحاولات السلطات الحاكمة في واجادوجو، لدحر التهديد الإرهابي في البلاد.
وأدى ذلك التصاعد الكبير في الهجمات الإرهابية في هاتين الدولتين، إلى أن تُصنَّف بوركينا فاسو ومالي، وفقاً لتقرير أصدره «مؤشر الإرهاب العالمي»، على أنهما الدولتان الأولى والثالثة الأكثر تأثراً، على الترتيب، بالأنشطة المرتبطة بالإرهاب في العام الحالي.
ويزيد من خطورة الوضع الراهن، حسبما قال خبراء تابعون لمعهد «مانوهار باريكار للتحليل والدراسات الدفاعية» في الهند، أن القوة المشتركة التي أعلن قادة جيوش النيجر ومالي وبوركينا فاسو، تشكيلها الصيف الماضي لمحاربة الإرهاب في بُلدانهم، لا تزال حتى الآن حبراً على ورق، دون اتخاذ خطوات واضحة لتفعيلها.