عبدالله أبوضيف (واشنطن، القاهرة)
تدخل انتخابات رئاسية تعد نتائجها من بين الأكثر تقارباً في العصر الحديث في الولايات المتحدة مرحلتها الأخيرة، إذ يتوجّه المرشح الجمهوري دونالد ترامب إلى الناخبين اللاتينيين في وقت أجرت فيه شبكة وطنية مقابلة مع المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس.
وأظهر استطلاع جديد للرأي أجرته رويترز/ إبسوس تقدم هاريس بفارق طفيف بحصولها على 46% من آراء المشاركين في الاستطلاع مقابل 43% لترامب بينما يرى ناخبون متشائمون أن البلاد تسير في اتجاه خاطئ. وأجرت «إن بي سي»، أمس، مقابلة مع نائبة الرئيس هاريس التي دخلت السباق في يوليو بعد قرار الرئيس جو بايدن الانسحاب، وتعتمد هاريس التي احتفلت بعيد ميلادها الستين في هذه المرحلة على باراك أوباما أحد أكثر الشخصيات الممثلة للحزب شعبية.
من جانبه، يجري الرئيس الديمقراطي السابق سلسلة تجمّعات انتخابية في ويسكنسن وميشيغان، وهما من بين الولايات السبع المتأرجحة التي تصوّت مرة للديمقراطيين وأخرى للجمهوريين وتحتد فيها المنافسة، كما سيشارك في جلسة نقاش مع ناخبين لاتينيين في فلوريدا.
واعتبر خبراء أن التقارب في استطلاعات الرأي مألوف في هذا العصر، لكن الفارق يكمن في أن الانتخابات المرتقبة تُظهر مستوى تقارب غير مسبوق مقارنةً بالانتخابات الرئاسية السابقة.
ويشهد كل من آل جور وهيلاري كلينتون، بأن الفوز بالرئاسة لا يُحسم عبر التصويت الشعبي الوطني بل عبر الهيئة الانتخابية، حيث إن السباق بالولايات المتأرجحة لا يزال غير محسوم.
وشهدت الانتخابات الرئاسية الأميركية للعام 2000 واحدة من أكثر المعارك الانتخابية إثارة للجدل في التاريخ الأميركي، حيث تنافس جورج دبليو بوش ونائب الرئيس آل غور في سباق حسمته ولاية فلوريدا، بسبب تقارب النتائج فيها، وتم اللجوء إلى إعادة فرز الأصوات تلقائياً، مما أدى إلى نزاع قانوني طويل حول البطاقات الانتخابية المثقوبة والفرز اليدوي.
في النهاية، تدخلت المحكمة العليا وأوقفت عملية إعادة الفرز، ما منح بوش الفوز بفارق 537 صوتاً فقط في فلوريدا، رغم أن آل غور فاز في التصويت الشعبي الوطني بفارق نصف مليون صوت.
وتؤكد الخبيرة السياسية الأميركية إيرينا تسوكرمان أن الديمقراطيين يتوقعون إما فوزاً ساحقاً لهاريس أو ضئيلاً لترامب، وتستبعد سيناريو مشابهاً لأزمة «البطاقات المعلقة» في انتخابات 2000، حيث أعيد فرز الأصوات في ولايات متعددة واحتكم الأمر للمحكمة العليا.
100 ألف صوت
بحسب الخبيرة السياسية الأميركية إيرينا تسوكرمان تركز الاستراتيجية الديمقراطية على حشد أصوات الناخبين العرب والمسلمين في ميشيجان، حيث يُعتقد أن 100 ألف صوت قد تحدث الفارق في هذه الانتخابات.
من جانبه، يرى حازم الغبرا، المستشار السابق بوزارة الخارجية الأميركية، أن الولايات المتأرجحة قد تشهد تقارباً كبيراً في عدد الأصوات، مرجحاً أن تتجه الانتخابات إلى نزاعات سياسية في حال عدم الحسم.