دينا محمود (واشنطن لندن)

أثارت كامالا هاريس، مرشحة الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأميركية تساؤلات حول القدرة البدنية لمنافسها الجمهوري دونالد ترامب، لأداء مهام الرئيس بفاعلية، وذلك مع وصول الحملة الانتخابية للمرشحين إلى ولاية ميشيجان الحاسمة، أمس الأول، لكن ترامب اعترض على ذلك بشدة.
طرحت هاريس، التي ستبلغ من العمر 60 عاماً اليوم، تلك المسألة لإثارة الشكوك حول ترامب البالغ من العمر 78 عاماً. وقالت هاريس إن التقارير الإخبارية التي تفيد بأن الرئيس السابق ترامب يتجنب المقابلات بسبب الإرهاق، وأنه فوت فرصة إجراء مناظرة ثانية معها، تثير تساؤلات عن مدى ملاءمته ولياقته لشغل المنصب.
وفي تجمع حاشد في جراند رابيدز قالت هاريس: «يجب أن يكون هذا مصدر قلق، إذا لم يكن قادراً على التعامل مع عناء الحملة الانتخابية، فهل هو لائق لأداء المهمة الرئاسية؟ هذا سؤال مشروع».
من جانبه، رفض ترامب، هذا الحديث، وقال «لقد أمضيت 48 يوماً الآن دون راحة»، مضيفاً «أنا لست متعباً حتى، أنا مسرور حقاً، هل تعلمون لماذا؟ نحن نتقدم في استطلاعات الرأي، لأن الشعب الأميركي لا يريدها».
وعلى بعد أقل من ثلاثة أسابيع من يوم الحسم في الماراثون الرئاسي الأميركي، رصد متابعون لحملتيْ طرفيْ السباق؛ تغييرات ملموسة أدخلها القائمون على الحملتين، على تحركات المرشحيْن خلال المرحلة الأخيرة من مراحل المنافسة بينهما.
فبعد أسابيع، كرس خلالها الغريمان جهودهما، لتعزيز أقدامهما بين الناخبين الداعمين لكل منهما بوجه عام، بدآ قبل أيام الخروج من «مناطقهما الآمنة»، في مسعى لكسب مَنْ لم يحسموا قرارهم بعد من المُصوِّتين الأميركيين، وهو ما يشكل تحولا في الاستراتيجية الإعلامية للحملتين.
وفي إطار هذه التحركات، أجرى ترامب في وقت سابق من الأسبوع الجاري، مقابلة مع وكالة «بلومبرج» الأميركية للأنباء، كما عقد لقاءً مع تجمع نسائي في ولاية جورجيا، وهو ما جعله يواجه فئة من الناخبين، طالما وجه له كثير من المنتمين إليها انتقادات لاذعة.
في المقابل، قَبِلَت هاريس، إجراء مقابلة مع شبكة «فوكس نيوز» التليفزيونية الإخبارية، التي يُنظر إليها عادة بوصفها أقرب لمنافسها وأجندته الانتخابية، وهو ما اعتبر محاولة من هاريس للتواصل على نحو أفضل، مع الجمهوريين المناوئين لترامب، حتى وإن كان ذلك ينطوي على إمكانية أن تتعرض نائبة الرئيس لأسئلة أكثر حدة من تلك التي اعتادت تلقيها، خلال مقابلاتها مع وسائل إعلام أميركية أخرى أقل يمينية.
وأشار خبراء سياسيون، في تصريحات نشرتها صحيفة «بوليتيكو» الأميركية على موقعها الإلكتروني، إلى أن إقدام هاريس وترامب على هذه المجازفة، يواجه انتقادات من جانب بعض أنصارهما، خشية أن يؤثر ذلك على الفرص الانتخابية لكل منهما، في إحدى أكثر مراحل الحملة حساسية.
فبحسب الخبراء، يرى كثير من مؤيدي المرشح الجمهوري، أن النجاح النسبي الذي حققه على مدار الأسابيع القليلة الماضية في تضييق الفارق بينه وبين غريمته الديمقراطية، كان يعود إلى أنه أبقى تجمعاته الانتخابية مقتصرة على الناخبين الداعمين له بشدة دون سواهم، وأحجم عن محاولة مخاطبة نظرائهم المترددين، ممن لم يُعرف عنهم دعم خطه السياسي.
أما بالنسبة لـ«هاريس»، فيرى بعض أنصارها، أنه كان من الأجدى، أن تخصص الفترة القصيرة المتبقية قبل حلول يوم التصويت، للتواصل مع القاعدة الصلبة لمؤيديها ومع الناخبين الأكثر ليبرالية، بدلا من «المخاطرة» بمحاولة استمالة، مَنْ لا يُصوِّتون عادة، للمرشحين الديمقراطيين.