دينا محمود (واشنطن، لندن)

نقل دونالد ترامب وكامالا هاريس، أمس، مبارزتهما إلى ميشيغان، والتي تعدّ إحدى الولايات الأكثر تنافساً في السباق الانتخابي المحموم إلى البيت الأبيض، ويقيم عدد كبير من الأميركيين العرب في الولاية الواقعة في شمال البلاد.
ويميل ناخبو هذه الولاية تقليدياً إلى دعم المرشح الديمقراطي، غير أنّهم يوجّهون انتقادات حادّة هذا العام إلى إدارة الرئيس بايدن مرتبطة بالحرب في غزة ولبنان. 
في غضون ذلك، تعتزم هاريس استضافة الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما، وقرينته ميشيل أوباما، في أولى حملاتها الانتخابية الشهر الجاري، سعياً لكسب أصوات الناخبين بولايتي جورجيا وميشيجان. 
ومن المقرر أن تظهر هاريس رفقة أوباما في ولاية جورجيا يوم 24 أكتوبر، ورفقة قرينته في ميشيجان يوم 26 أكتوبر، وفقاً لمسؤول كبير في حملة هاريس تحدث شريطة عدم الإفصاح عن هويته.
وفي محاولة جديدة من المرشح الجمهوري لترجيح كفته في السباق المتقارب بشدة بينه وبين منافسته الديمقراطية كامالا هاريس، بدأت حملة الرئيس السابق، تبني استراتيجيات وصفها مراقبون بغير التقليدية، بهدف كسب دعم المُصَوِّتين المترددين.
ومن بين هذه الاستراتيجيات، حسبما كشف خبراء متابعون لحملة ترامب الانتخابية، التركيز على استمالة الناخبين ممن لا يُعرف عنهم الإقبال على التصويت عادة، بجانب استخدام تطبيقات ذكية، تتيح للمرء التعرف على هوية أقاربه وأصدقائه وجيرانه من ذوي التوجهات المحافظة، ممن لا يدلون بأصواتهم في المعتاد، ما يتيح له الفرصة لمحاولة إقناعهم بالتوجه إلى مراكز الاقتراع هذه المرة.
وبفضل هذه التطبيقات، يتسنى للمتطوعين المناصرين للملياردير الجمهوري، تنظيم جولات تطوف بمنازل هؤلاء الناخبين، خاصة في الولايات المتأرجحة، التي يُنتظر أن تلعب دوراً حاسماً، في تحديد نتائج انتخابات الخامس من نوفمبر.
بالإضافة إلى ذلك، تسعى حملة المرشح الجمهوري، إلى أن تشمل تلك الجولات التي تُعرف بـ«حملات طرق الأبواب»، ناخبين يقطنون في مناطق لم يعتد الجمهوريون تنظيم حملاتهم الدعائية فيها، في المنافسات السابقة، ومن بينها الانتخابات التي خسرها ترامب أمام الرئيس الحالي جو بايدن، قبل أربع سنوات.
كما أن الحملة تلجأ في الوقت نفسه، إلى مغازلة فئات ناخبة، لا تؤيد تقليدياً المرشحين الجمهوريين، سواء في الانتخابات الرئاسية أو التشريعية، مثل الرجال ذوي الأصول الأفريقية، علاوة على تدريب كوادر جديدة، لم تُجرب من قبل في أي عملية اقتراع، على مساعدة الناخبين الجدد على تسجيل أسمائهم في السجلات، وكذلك على مراقبة عمليات الإدلاء بالأصوات.
وفي ولاية آيوا على سبيل المثال، نجحت حملة ترامب في تجنيد نحو 2000 من المتطوعين، الذين تسلم كل منهم قائمة تضم أسماء 25 من الناخبين المحتملين المقيمين في منطقته السكنية، وذلك للحصول على التزام من 10 منهم على الأقل، بدعم الرئيس السابق في الانتخابات المرتقبة.
وتستعين الحملة الجمهورية في هذا الشأن ببيانات جُمِعَت على مدار الفترة الماضية، وتستفيد أيضاً من عشرات الملايين من الدولارات، التي وفرتها مؤخراً لجنة مساندة لترامب، والتي تحظى بدعم قطب التكنولوجيا البارز الملياردير إيلون ماسك، الذي يمثل أكثر مؤيدي المرشح الجمهوري نفوذاً وثراءً.
وفي الآونة الأخيرة، قررت بعض المجموعات الداعمة لترامب، توحيد جهودها في ولايات يُخشى من أن ناخبيها يميلون لصالح هاريس على نحو أكبر مثل ويسكنسُن، وذلك لإطلاق أنشطة دعائية مكثفة هناك، خلال الأسابيع القليلة المتبقية على يوم التصويت.