أحمد عاطف (واشنطن، القاهرة)
تكثف المرشحة الديمقراطية لخوض انتخابات الرئاسة الأميركية كامالا هاريس من ظهورها الإعلامي في برامج حوارية مختلفة، حيث من المقرر أن تجري أول حوار لها مع قناة «فوكس نيوز» التلفزيونية المحافظة مساء اليوم في ولاية بنسلفانيا، حسبما أعلنت القناة.
ويعد هذا الحوار الأول لهاريس مع «فوكس نيوز»، منذ تم الإعلان رسمياً عن ترشيحها لخوض الانتخابات في أغسطس الماضي، ومنذ ذلك الحين، تحدثت هاريس مع شبكات «سي إن إن» و«سي بي إس» و«إيه بي سي».
ويرى خبراء أن استراتيجية تكثيف المقابلات الإعلامية سلاح ذو حدين نتيجتها إما إيجابية للغاية أو سلبية تماماً، واصفين التحوّل في الاستراتيجية بأنه نتيجة لتراجع جاذبية حملتها الانتخابية عما كانت عليه من قبل، وتعرضها لانتقادات بسبب قلة تواصلها مع الصحافة.
المحللة السياسية الأميركية نيكول تارديف تقول إن هاريس تحاول الاستفادة من مراقبة الناخبين للأخبار عن كثب، وانتظارهم مفاجآت المرشحين المعتادة في شهر أكتوبر، لافتة إلى أنها تأثرت سلباً في الفترة الأخيرة بوجودها ودورها الحالي في الخدمة العامة.
وأوضحت تارديف في تصريح لـ«الاتحاد» أن المخاوف ازدادت لدى الناخبين المترددين تجاه الديمقراطيين، خاصة في المناطق التي دمرتها الأعاصير، بجانب قضايا لم تتعامل معها إدارة بايدن بشكل جيد مثل التضخم والعديد من الأزمات الأخرى.
في السياق ذاته، تقول المحللة السياسية الأميركية إيرينا تسوكرمان إن زيادة ظهور هاريس في الإعلام لن يكون ذا فائدة كبيرة إلا إذا بدت صادقة وشفافة ومستعدة لتحمل المسؤولية والاعتراف بالأخطاء الماضية، مع تقديم خطة واضحة لإصلاح المشكلات الحالية.
وكشفت تسوكرمان في تصريح لـ«الاتحاد» عن أن هاريس تواجه أزمة عدم وجود استراتيجية إعلامية مع تقديم تصريحات متناقضة في المقابلات من دون تفسير، مشيرة إلى التأثير السلبي المتوقع في حالة استمرار تلك الحالة في المقابلات.
وأضافت أن تأثير المقابلات يكون إيجابياً إذا قدمت إجابات واضحة بشأن بعض القضايا المهمة مثل ارتفاع التضخم، وقضايا التعليم في ضوء الاحتجاجات الأخيرة في الجامعات، وتزايد الانتقادات لمبادرات التنوع والشمول حتى من داخل المجتمع التعليمي، فضلاً عن المخاوف المتعلقة بالسياسة الخارجية.
من جانبه، يصف الخبير الجيوسياسي الأميركي شكري منصور، الظهور المكثف بسلاح ذي حدين، بمعنى أنه إذا استطاعت هاريس توجيه رسائل واضحة تصل لشرائح ديموغرافية متعددة فإنه يفيد حملتها بشكل واضح، لكنه في الوقت نفسه يحمل خطورة التكرار وعدم تقديم الجديد وحينها ستضعف حظوظها.
وقال منصور في تصريح لـ«الاتحاد» إن حملة هاريس لديها فرصة مباشرة لمعالجة القضايا عبر برامج ذات شهرة وجمهور واسع، وفرصة أيضاً للتفاعل مع الجمهور خاصة فئة الشباب وتعزيز صدى حملتهم لدى شرائح مختلفة، لكن قد يُنظر إلى التحول المفاجئ إلى استراتيجية إعلامية عدوانية على أنه خطوة رد فعلية نابعة من اليأس بدلاً من كونها تكتيكاً مدروساً مما قد يرسل رسالة ضعف للناخبين.