دينا محمود (واشنطن، لندن)
تواجهت كامالا هاريس ودونالد ترامب «عن بُعد» في ولايتين أميركيتين حاسمتين، تشهدان منافسة حامية، مع سعي المرشحة الديمقراطية إلى حشد مزيد من الناخبين الأميركيين من أصول إفريقية ولاتينية، بينما شدد المرشح الجمهوري على تصريحاته المناهضة للهجرة.
والأحد الماضي، اختارت هاريس ولاية كارولاينا الشمالية، وهي منطقة تضم عدداً كبيراً من الأميركيين الأفارقة لمهاجمة منافسها، وانتقدته لعدم شفافيته بشأن حالته الصحية ولرفضه إجراء مناظرة ثانية.
وتساءلت هاريس هل يخشى فريق حملة ترامب أن يرى الناس أنه غير مستقر لقيادة أميركا؟ معتبرة أنه مهتم أكثر بإخافة الناس وإثارة المشكلات، بدلاً من المساعدة في حلها.
أما ترامب فكان في ولاية أريزونا المتاخمة للمكسيك حيث ألقى مجدداً خطاباً معادياً للمهاجرين، متهماً إدارة بايدن وهاريس بأنها «استوردت جيشاً من المهاجرين غير الشرعيين»، واعداً خلال خطابه بأنه في حال انتخابه سيوظف 10 آلاف عنصر في حرس الحدود ويزيد رواتبهم بنسبة 10%.
في غضون ذلك ألقى رئيسان سابقان آخران، هما الديمقراطيان باراك أوباما، وبيل كلينتون، بثقلهما في حملة المرشحة الديمقراطية من خلال حض الأميركيين من أصول أفريقية، على التصويت لهاريس.
ومع تبقي نحو 3 أسابيع على موعد التصويت في 5 نوفمبر، لا تزال استطلاعات الرأي متقاربة بين المرشحَين، لكن عدداً من الاستطلاعات يكشف عن الصعوبات التي تواجهها هاريس في كسب أصوات ناخبين من أصول أفريقية ولاتينية.
وكشفت مصادر أميركية النقاب عن تقديرات تفيد بأن واحداً من كل ستة ناخبين، لم يحسم حتى الآن قراره التصويتي في الانتخابات المرتقبة.
وأشارت المصادر إلى أن عدداً لا يستهان به من هؤلاء الناخبين المترددين، هم من بين سكان الولايات المتأرجحة، خاصة في ظل سباق متقارب بشدة بين المرشحين.
وبحسب تحليل نتائج استطلاع للرأي أُجري حديثاً في ولايات أميركية عدة، يميل الناخبون المترددون، إلى أن يكونوا أصغر سناً من الناخبين الأميركيين بوجه عام، وكذلك أقل تعليماً ودخلاً منهم، كما يشير هذا التحليل، إلى أن غالبية المنتمين لتلك الفئة، هم على الأرجح من الرجال ذوي الأصول اللاتينية أو من أصحاب البشرة السمراء.
ورغم أن بعض هؤلاء الناخبين قالوا، إنهم قد يحجمون عن التصويت في انتخابات الخامس من نوفمبر، فإن نسبة كبيرة منهم، تعتزم التوجه إلى مراكز الاقتراع، ما قد يجعل أصوات هذه الشريحة، عاملاً حاسماً في تحديد نتائج الماراثون الرئاسي.
وشمل الاستطلاع، الذي شاركت في إجرائه صحيفة «نيويورك تايمز» ولايات أريزونا وجورجيا وميشيجن وكارولينا الشمالية وأوهايو وويسكنسُن، وهي ولايات تحظى في مجملها بعدد مؤثر من المندوبين في المجمع الانتخابي، المؤلف من 538 مندوباً، والذي ينبغي على المرشح الفائز، الحصول على دعم ما لا يقل عن 270 من أعضائه، لحسم المنافسة.
وأظهرت نتائج استطلاع الرأي الذي أُجري حديثاً في ولايات أميركية عدة، أن المخاوف التي أعرب عنها الناخبون المترددون إزاء الملياردير الجمهوري ترامب، تمحورت حول مدى مصداقيته وطبيعة شخصيته، وما إذا كانت تتسم بالغطرسة أو التقلب، بجانب عمره الذي يبدو متقدماً.
أما مخاوف تلك الشريحة من المُصوَّتين حيال المرشحة الديمقراطية، فتركزت على مدى قدرتها على الحكم، وخبرتها في مجال السياسة الخارجية، والتعامل مع ملفات شائكة مثل الهجرة والتضخم، بالإضافة إلى تخوف هؤلاء من توجهاتها إزاء الملف الاقتصادي.