عبدالله أبوضيف (بيروت)
عبّر رئيس الوزراء اللبناني، نجيب ميقاتي، عن خالص شكره وتقديره لدولة الإمارات العربية المتحدة وقيادتها الرشيدة، مثمناً التبرع السخي الذي قدمه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، لدعم لبنان في مواجهة الأزمات الإنسانية التي يمر بها.
وأعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان عن تقديم دولة الإمارات تبرعات إنسانية عاجلة تصل قيمتها إلى 100 مليون دولار لمساعدة الشعب اللبناني في ظل توتر الأحداث وتزايد الحاجة الإنسانية العاجلة للآلاف من الأهالي في العاصمة اللبنانية بيروت، مؤكداً وقوف الإمارات قيادة وشعباً إلى جانب الشعب اللبناني.
ونشرت وزارة الخارجية الإماراتية بياناً صحفياً عبّرت فيه عن قلقها من تزايد حدة التوترات في لبنان، داعية إلى تطبيق قرارات الشرعية الدولية والأمم المتحدة لمنع تصاعد الأوضاع، وضرورة الحفاظ على أرواح المدنيين.
وأكد رئيس الوزراء اللبناني أهمية تطبيق القرار 1701 خلال الفترة المقبلة، واستعداد لبنان الكامل لتنفيذه لمنع تزايد العنف، والدعوة إلى السلام بين كل الأطراف للحفاظ على حياة المدنيين ومنع المعاناة الإنسانية.
وأشار ميقاتي إلى أن هذه المبادرة الكريمة التي تفضل بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، تعكس العلاقات الأخوية المتينة بين البلدين، وتؤكد الالتزام الإنساني لدولة الإمارات في مساعدة الشعوب العربية ودعمها في أوقات الأزمات. وقال: «هذا التبرع يعكس أصالة دولة الإمارات وقيادتها الحكيمة التي لطالما كانت السند الدائم للبنان في أوقات الشدة، وهو تأكيد جديد على الروابط التاريخية بين شعبينا».

وأضاف رئيس الوزراء اللبناني أن الدعم الإماراتي سيخفف من المعاناة الإنسانية التي يعيشها الشعب اللبناني، ويسهم في تحسين أوضاع الكثير من الأسر المتضررة. وأكد ميقاتي أن هذه المواقف النبيلة تعزز الأمل في مستقبل أفضل للبنان، وتعطي دفعة كبيرة للجهود الإنسانية المبذولة في البلاد.
وختم ميقاتي تصريحاته بتجديد شكره وتقديره لدولة الإمارات وقيادتها، متمنياً أن تستمر العلاقات الأخوية بين البلدين في التطور والنمو بما يخدم المصالح المشتركة ويعزز التضامن العربي.
في غضون ذلك، أعلنت بعثة الأمم المتحدة في لبنان أن رئيس حكومة تصريف الأعمال، نجيب ميقاتي، والمنسق المقيم للأمم المتحدة، منسق الشؤون الإنسانية في لبنان، عمران رضا، أطلقا أمس نداء إنسانياً عاجلاً للبنان بقيمة 426 مليون دولار لتلبية الاحتياجات الإنسانية للمدنيين المتضررين بالأعمال العدائية. وقال بيان صادر عن بعثة الأمم المتحدة في لبنان، أمس، إنه «تم إطلاق النداء العاجل في السراي الحكومي في بيروت، بحضور ممثلين عن منظمات الأمم المتحدة والدول الأعضاء والمجتمع الدولي والشركاء المحليين والدوليين». وأضاف البيان: منذ 17 سبتمبر 2024، شهد لبنان ارتفاعاً غير مسبوق في عدد الضحايا المدنيين وحركة النزوح، مما زاد بشكل كبير من العبء الهائل للعنف المستمر لأكثر من 11 شهراً.
 ففي الأسبوعين الماضيين فقط، فقد أكثر من 1000 شخص حياتهم، وأصيب أكثر من 6000 آخرين، وتقدر السلطات اللبنانية أن نحو مليون شخص قد تأثروا مباشرة أو نزحوا منذ أكتوبر 2023. وأعلن البيان أن هذه الأرقام المقلقة تواصل الارتفاع مما يزيد من تفاقم الأزمة التي أثقلت كاهل موارد البلد وبنيته التحتية المتضررة أساساً، مما يؤثر بشكل خاص على الفئات الأكثر فقراً واحتياجاً. ولفت إلى أن النداء الإنساني العاجل يهدف إلى دعم نحو مليون شخص متضرر من الأعمال العدائية من خلال تلبية الاحتياجات الحيوية الأساسية في مجالات مثل الغذاء، والمساعدة الأساسية، والمأوى، والرعاية الصحية، والمياه، والخدمات البلدية، مشيراً إلى أنه سيتم توجيه الأموال إلى الشركاء الإنسانيين الذين يتعاونون سوياً كجزء من الاستجابة الطارئة التي تقودها الحكومة. 
وحذر منسق الشؤون الإنسانية، عمران رضا، بحسب البيان، من أنه من دون الموارد المالية الكافية، فإننا نترك شعباً كاملاً في مواجهة كارثة إنسانية ونتخلى عن واجبنا ومبادئنا الإنسانية. وأضاف: الموارد مهمة جداً، لكنها لن تحل الأزمة بمفردها إذا استمر استهداف المدنيين، يجب أن نتحرك بسرعة وحزم لضمان حصول المتضررين على الدعم الأساسي الذي يحتاجون إليه. وبالقدر نفسه، يجب أن تفي جميع الأطراف بالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي، وتحديداً ما يتعلق بحماية المدنيين وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية. وقال رضا: هدفنا هو البناء على التعاون والتنسيق القوي القائم من خلال العمل عن كثب مع الحكومة والوزارات الشريكة.