أحمد شعبان (واشنطن، القاهرة) 

أدلى الرئيس الأميركي السابق ومرشح الحزب الجمهوري في انتخابات الرئاسة المقبلة دونالد ترامب أمس، بواحد من أشد خطاباته هجوماً على المهاجرين الذين يعبرون الحدود بشكل غير قانوني، بينما صعَّد أيضاً من لهجته ضد منافسته في الانتخابات كاملا هاريس.
وفي ولاية ويسكونسن المتأرجحة صعّد ترامب من لهجته منتقداً هاريس. 
وأُحيط المرشح الجمهوري للرئاسة بملصقات لصور مهاجرين في الولايات المتحدة بشكل غير قانوني تم القبض عليهم بتهم القتل وجرائم عنف أخرى. 
وكرس ترامب خطابه بشكل كامل للحديث عن المهاجرين غير الشرعيين، واصفاً أولئك الذين ارتكبوا جرائم عنيفة بأنهم «قتلة». وحمّل الرئيس السابق منافسته هاريس والرئيس بايدن مسؤولية السماح للمهاجرين غير الشرعيين بدخول الولايات المتحدة.
وأظهرت استطلاعات حديثة للرأي أجرتها صحيفة «نيويورك تايمز» وكلية «سيينا»، تقدم ترامب على هاريس في ولايات «حزام الشمس» أريزونا، وجورجيا، ونورث كارولينا.
ويرى نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية والسياسية، الدكتور عمرو هاشم ربيع، أن هذا الاستطلاع مهم من حيث التوقيت والبيئة التي تتمتع بها الولايات الثلاث في الجنوب الأميركي، مشيراً إلى أن خطاب ترامب خلال فترة الدعاية الانتخابية الحالية والسابقة كان تركيزه على حماية أميركا من الهجرة غير الشرعية وخاصة من المكسيك. وأوضح ربيع، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن قضية الهجرة جعلت سكان ولايات الجنوب في حالة قلق خلال سباق الانتخابات الرئاسية، وبالتالي فإن أي خطاب يتحدث عن المشكلة ومقاومتها يلقى رواجاً كبيراً، على أساس حمايتها من آثار الهجرة وخاصة البطالة وانخفاض مستوى المعيشة، وهذا ما جعل ترامب يتفوق على هاريس في استطلاع الرأي الأخير.
وأشار إلى أن ترامب اتبع استراتيجية إثارة مخاوف الناخبين في ولايات «حزام الشمس»، ما جعلته يتمتع بشعبية كبيرة ومؤثرة فيها، وبالتالي فإن هاريس سوف تتحرك في هذا الإطار خلال الفترة المقبلة بخطاب أكثر عقلانية تجاه مشاكل الولايات الثلاث وخاصة قضية الهجرة.
وشدد ربيع على أن استطلاعات الرأي لا تحدد الفائز في سباق الرئاسة، ولكن تعطي دفعة لهاريس بأن تركز على ولايات الجنوب أكثر خلال الفترة الحالية.
ومن جهته، يرى المحلل السياسي التونسي منذر ثابت، أن الولايات الثلاث في الجنوب الأميركي ولايات محافظة، وبالتالي فإن فرص ترامب أفضل في كسب هذه الولايات، ويمكن أن تُعتمد كمثال يستقر عليه المجتمع الأميركي في آخر السباق.
وبدوره، قال الباحث في العلاقات الدولية والعلوم السياسية، الدكتور أحمد ماهر أبو جبل، إن الولايات المتأرجحة هي التي سوف تحسم الانتخابات، وإن كل استطلاعات الرأي السابقة لم تحسم الجدل حول تفوق أي من المرشحين، حيث لم يتجاوز الفارق بينهما أكثر من نقطة.