بيروت (وكالات) 

تتكثف الجهود الدبلوماسية لاحتواء التصعيد في لبنان وتجنيب المنطقة حرباً شاملة، في ظل  استمرار الاستهداف الإسرائيلي لضاحية بيروت الجنوبية، وذلك بعد قصف واسع النطاق خلف أكثر من 550 قتيلاً الاثنين الماضي. 
وأكد الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان أن بلاده تدعم لبنان وتقف إلى جانبه في كل الظروف. ووفق الوكالة الوطنية للإعلام ، جاء ذلك خلال لقاء رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مع الموفد لودريان أمس في السرايا الحكومي.
وأعتبر لودريان أن «توجه رئيس الحكومة إلى نيويورك في هذا الظرف الدقيق مسألة مهمة جداً»، متمنياً أن تفضي الاتصالات الدبلوماسية إلى حل يوقف دورة العنف. 
كما دعت فرنسا إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن بشأن لبنان هذا الأسبوع.
 في غضون ذلك، قرر رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، أمس، التوجه إلى نيويورك بعد عدوله عن زيارتها سابقا، في إطار تكثيف التحرك الدبلوماسي اللبناني وإجراء مزيد من الاتصالات عقب التطورات الأخيرة والتصعيد الإسرائيلي الأعنف على بلاده.
 في الأثناء، حذر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن «لبنان على حافة الهاوية» مع استمرار التصعيد العسكري بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله. وقال غوتيريش أمام قادة 193 دولة مجتمعين في نيويورك: إن غزة كابوس دائم يهدد بجر المنطقة برمتها إلى الفوضى، بدءاً بلبنان، مضيفاً «يجب أن نشعر جميعا بالقلق إزاء هذا التصعيد، لبنان على حافة الهاوية». 
واستهدفت أمس، ضربة إسرائيلية جديدة ضاحية بيروت الجنوبية، وأدت إلى تدمير طابقين في مبنى يقع في منطقة مكتظة. وأفادت السلطات اللبنانية في حصيلة أولية عن مقتل 6 أشخاص في الغارة الجوية. 
وأعلن وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض، أمس، ارتفاع حصيلة الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان وشرقه الاثنين إلى 558 قتيلاً غالبيتهم من العزل الآمنين، وأكثر من 1800 جريح، في أعلى حصيلة تسجّل في يوم واحد منذ حرب 2006 بين إسرائيل وحزب الله.
وتوالت ردود الفعل العربية والدولية الداعية إلى احتواء التصعيد في لبنان وتجنيب المنطقة حرباً شاملة بعد يوم دام شهده لبنان إثر غارات إسرائيلية غير مسبوقة استهدفت أنحاء لبنان.
وجددت السعودية تحذيرها من خطورة اتساع رقعة العنف في المنطقة، والانعكاسات الخطيرة للتصعيد على أمن المنطقة واستقرارها. كما حذرت الكويت من مغبة التصعيد المتزايد واتساع رقعة الحرب، داعية إلى وقفة جادة وصارمة تجاه ما يرتكب من جرائم ضد المدنيين الأبرياء. 
كما أدانت مصر، في بيان للخارجية، «التصعيد الإسرائيلي الخطير في لبنان والعمليات العسكرية الموسعة»، معربة عن تضامنها مع لبنان وشعبه. في سياق متصل، أكد الملك عبدالله الثاني وقوف الأردن المطلق مع لبنان وأمنه وسيادته وسلامة مواطنيه في مواجهة الحرب الإسرائيلية عليه، مؤكداً ضرورة تكاتف الجهود الدولية لوقفها قبل جر المنطقة إلى حرب إقليمية شاملة. وحذرت قطر من اتساع دائرة العنف في المنطقة وانزلاقها إلى حرب إقليمية شاملة، في ظل الحرب المستمرة على قطاع غزة.
دولياً، دعا الرئيس الأميركي إلى حل دبلوماسي، محذّراً من حرب شاملة لا تصب في مصلحة أي طرف. كما حذّرت روسيا من زعزعة كاملة لاستقرار الشرق الأوسط جراء التصعيد بين إسرائيل وحزب الله.
 من جانبه، دعا رئيس الوزراء البريطاني إلى ضبط النفس وخفض التصعيد على الحدود بين لبنان وإسرائيل. وأعربت الصين عن «صدمتها الكبيرة» لعدد ضحايا الضربات الإسرائيلية واسعة النطاق في لبنان الاثنين الماضي.