أودت العاصفة القوية "بوريس" التي تضرب شرق أوروبا ووسطها منذ أربعة أيام، بحياة 15 شخصا على الأقل، وتسبّبت بفيضانات وانهيار سدود وأضرار يصعب تقديرها.
وضربت رياح عاتية وأمطار غزيرة غير معتادة مساحات شاسعة من النمسا والجمهورية التشيكية والمجر ورومانيا وسلوفاكيا منذ الجمعة.
ولا تزال العديد من مجموعات السكان معزولة، بينما تم إجلاء مئات الأشخاص بطائرات مروحية من أسطح المنازل وأماكن أخرى.
وبالإضافة إلى مصرع سبعة أشخاص في رومانيا، أعلنت النمسا العثور على شخصين عمرهما 70 و80 عاما متوفيين في منزليهما، غداة وفاة رجل إطفاء.
في الجمهورية التشيكية، لقي شخص حتفه غرقا في نهر، فيما أحصت السلطات "سبعة أشخاص في عداد المفقودين".
كما أحصت بولندا أربعة قتلى في أعقاب الأمطار الغزيرة والفيضانات، وأعلن رئيس الوزراء دونالد توسك تقديم مساعدة فورية بقيمة 235 مليون يورو.
- "كابوس"
وانهار 12 سدا حتى الآن ما أدى إلى سيول من المياه الجارفة الموحلة، بينما لا تزال آلاف الأسر بدون كهرباء ومياه في ولاية النمسا السفلى، وفقا للسلطات.
وحذرت يوهانا ميكل لايتنر حاكمة ولاية النمسا السفلى من أن "الأمر لم ينته بعد ولا يزال حرجا"، لافتة إلى خطر كبير لانهيار مزيد من السدود.
وأشارت إلى أن حجم الأضرار التي تسببت بها العاصفة غير معروف حتى الآن.
في مدينة "كرنوف" في شرق البلاد، وصفت المتقاعدة إيليسكا كوكريشا (76 عاما) الفيضانات بأنها "كارثة".
وقالت "كل الأرصفة مدمرة، كل شيء هنا سقط، كل شيء تحطم حول المتجر... إنه كابوس".
وخصصت النمسا مساعدات بقيمة 300 مليون يورو من صندوق خاص.
في بولندا، بدأت المياه في بعض المدن، مثل "كلودزكو"، بالانحسار، كاشفة عن الدمار والخراب، في ظل مخاوف من فيضانات إضافية في شمال البلاد.
أظهر مقطع فيديو، تم تصويره في "كلودزكو"، المياه تغطي شارعا مليئا بالحطام مع تدمير واجهات المتاجر. كما غمرت المياه بلدة "غلوخولازي" على الحدود البولندية التشيكية حيث لجأ العديد من السكان إلى مدرسة.
وقالت متطوعة مع الصليب الأحمر إن "هذا الفيضان هو الأسوأ على الإطلاق في غلوخولازي. نحاول أن نصل إلى الناس، أن ندعمهم، أن نقدّم لهم الشاي، والأهم أن نبيّن لهم أنهم ليسوا وحيدين".
في رومانيا حيث تسببت الفيضانات بمصرع ستة أشخاص خلال الأيام الماضية، وبفقدان نحو 6500 أسرة لممتلكاتها، كانت مقاطعة "غالاتي" (جنوب شرق) الأكثر تضررا.
وفي "سلوبوزيا كوناتشي"، يصعب في هذه المرحلة تقييم حجم الأضرار، بحسب رئيس البلدية أميل دراغومير، موجها نداء للتبرع لعشرات الأطفال المتضررين.
وأكد رئيس الوزراء مارسيل تشولاكو أن رومانيا "ستقوم بتنظيف المنطقة لرؤية ما يمكن إنقاذه"، مشيرا إلى أن "من الصعب التعامل مع هذا النوع من الظواهر الطبيعة".
في المجر، أعلن رئيس الوزراء فيكتور أوربان أنه سيؤجل جميع "التزاماته الدولية" بما في ذلك حضوره الى البرلمان الأوروبي، بسبب العاصفة.
وكان من المفترض أن يتحدث رئيس الوزراء المجري في جلسة مناقشة يعقدها البرلمان القاري الأربعاء بشأن الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي التي تتولاها بلاده حاليا.
وتوقعت المديرية العامة لإدارة المياه في المجر أن يبلغ منسوب نهر الدانوب ذروته في العاصمة بودابست في نهاية هذا الأسبوع.
وأكدت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ في تقرير عام 2022 أن الفيضانات المرتبطة بالأمطار الغزيرة ستزداد في أوروبا الوسطى مع ارتفاع الحرارة عالميا بمقدار معدله 1,5 درجة مئوية.