القدس (وكالات)
رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الرضوخ لضغوط داخلية وخارجية متزايدة لإبرام اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة يتيح الإفراج عن الرهائن المحتجزين لدى حركة حماس، متعهداً مواصلة القتال في غزة، فيما تتواصل العمليات العسكرية في شمال الضفة الغربية لليوم السابع على التوالي.
ويأتي موقف نتنياهو في أعقاب احتجاجات شعبية شهدتها إسرائيل أمس، ورافقها إضراب جزئي في بعض البلدات والقطاعات الاقتصادية، بعد إعلان الجيش العثور على جثث 6 من الرهائن في جنوب غزة.
كما اعتبر الرئيس الأميركي جو بايدن، أن نتنياهو لا يبذل جهوداً كافية للتوصل إلى اتفاق يعيد الرهائن من القطاع.
وأكد نتنياهو أمس تمسّكه بوقف النار وفق الشروط التي يراها مناسبة لتحقيق أهداف الحرب، ومن أبرزها الإبقاء على وجود عسكري إسرائيلي عند الشريط الحدودي بين غزة ومصر، والمعروف بـ«محور فيلادلفيا»، مشدداً «لن أرضخ للضغوط» بهذا الشأن.
وتقود الولايات المتحدة ومصر وقطر منذ أشهر جهود الوساطة بين إسرائيل وحماس سعياً للتوصل إلى هدنة وتبادل الرهائن وسجناء فلسطينيين في إسرائيل.
من جانبها، تتمسك حماس بمطالب عدة، أبرزها الانسحاب الإسرائيلي الكامل من القطاع وعودة النازحين إلى مناطقهم، وحمّلت حماس إسرائيل مسؤولية مقتل الرهائن.
في واشنطن، اعتبر بايدن أن نتنياهو لا يبذل جهداً كافياً للتوصل لاتفاق، لكنه أكد أن المفاوضين «قريبون للغاية» من التوصل إلى اقتراح نهائي لتقديمه لطرفي الحرب.
وعقد بايدن ونائبته كامالا هاريس، أمس، اجتماعاً مع فريقه المعني بالمفاوضات بشأن غزة.
وفي موقف ضاغط على إسرائيل، أعلن وزير الخارجية ديفيد لامي، أمس، تعليق 30 من أصل 350 ترخيصاً لتصدير الأسلحة لإسرائيل، مشيراً أمام البرلمان إلى «خطر واضح» من إمكان استخدامها في انتهاك خطير للقانون الإنساني الدولي.
بدوره، وصف نتنياهو، القرار، بأنه «مخز»، وقال إنه «سواء بأسلحة بريطانية أو من دونها سنستمر في الحرب».
في الأثناء، تواصل القوات الإسرائيلية لليوم السابع على التوالي، عمليتها العسكرية في شمال الضفة الغربية المحتلة، والتي تسببت بدمار واسع وقتل خلالها 28 شخصاً على الأقل، وفق أرقام وزارة الصحة الفلسطينية.
وعاودت القوات دخول مخيم طولكرم مساء أمس بعد أيام من تركيزها عمليتها في مدينة جنين ومخيمها.
وأحصت وزارة الصحة سقوط 31 قتيلاً ونحو 130 إصابة في الضفة الغربية منذ الأربعاء الماضي مع بدء العملية.
وبحسب بلدية جنين، فقد دمر الجيش الإسرائيلي 70% من الطرق والشوارع الرئيسة في المدينة، ما أدى إلى تدمير شبكات المياه والصرف الصحي وكوابل الاتصالات والكهرباء في المناطق التي تم تجريفها.