أحمد مراد (تونس، القاهرة)
تشهد تونس تحركات سياسية وإدارية مكثفة لسد الشغور في بعض المواقع القيادية، وذلك مع توالي القرارات الخاصة بإعفاء بعض المسؤولين من مناصبهم منذ 25 يوليو 2022، لاعتبارات عدة أهمها تورطهم بقضايا فساد أو ارتباطهم بـ«العشرية السوداء».
وأوضح الناشط السياسي التونسي، صهيب المزريقي، أن هناك جهوداً رئاسية وحكومية مكثفة لسد الشغور في المواقع القيادية ببعض المحافظات والمعتمديات، من أجل ضمان الاستمرارية والتمثيل القانوني والتواجد المؤسساتي في جميع مدن البلاد.
وذكر المزريقي في تصريح لـ «الاتحاد» أن الولايات والمعتمديات تمثل مراكز مهمة وحساسة داخل الجمهورية، ما يجعلها في تماس مع متطلبات الجمهور بصورة أساسية وبشكل يومي، كمؤسسات ذات صبغة إدارية من ناحية، وحل المشاكل العالقة والمشاريع المعطلة من ناحية أخرى.
وشدد الناشط السياسي التونسي على أهمية المهام التي يقوم بها الولاة والمعتمدون من أجل بسط النظام العام، خاصة فيما يتعلق بفقدان المواد الأساسية، ومراقبة أسعارها، ومحاربة الفساد، وضرب «لوبيات الاحتكار» المرتبطة بجماعة «الإخوان» التي تعمل على زعزعة الأمن المجتمعي، ومن هنا تظهر أهمية التحركات الرامية لسد هذا الشغور.
وقال المزريقي، إن «استكمال بناء المؤسسات البلدية والمحلية والإدارية ضرورة ملحة لتجاوز مخلفات عشرية الإخوان السوداء، واستكمال البناء السليم للدولة التونسية بعد مسار 25 يوليو التصحيحي».
وتأتي مؤسسة «الولاة» في المرتبة الرابعة في سلم الوظائف العليا، من بعد رئيس الجمهورية، ورئيس الحكومة، والوزير، ويُعد «الوالي» ممثلاً لرئيس الجمهورية على مستوى الولاية، ويختص بتنفيذ السياسة القومية للتنمية على الصعيد الجمهوري، ويدرس ويقترح على الحكومة الوسائل الكفيلة بتحقيق النهضة الاقتصادية والاجتماعية لدائرة ولايته.
من جانبه، أوضح المحلل السياسي التونسي، باسل ترجمان، أن الشغور في بعض الولايات لم يتسبب في أي إشكالية أو تعطيل لاحتياجات ومتطلبات حياة الناس طوال الفترة الماضية، ورغم ذلك هناك جهود ومساع دؤوبة لسد الشغور بعد دراسة وتقييم للتجارب السابقة لتفادي أخطاء وأزمات الماضي، لا سيما مع تعدد مهام الوالي.
ويُعد «الوالي» بحسب القانون، المنظم لمهمته، المؤتمن على سلطة الدولة، وممثل الحكومة في دائرة ولايته، والمسؤول عن تنفيذ القوانين والقرارات الحكومية، ويتولى مهمة إدارة الشؤون العامة للولاية، والمحافظة على الأمن العام في جميع أنحاء الولاية.
وأضاف ترجمان لـ«الاتحاد»: إن «المرحلة المقبلة ستشهد تطوراً ملحوظاً في عمل الولاة مع تعيين ولاة جدد في الولايات الشاغرة، يواكب التطور الذي يشهده العالم».